الجمعة، 6 يناير 2017

القلب السليم

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين
القلب السليم
قال تعالى {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}
قال ابن القيم :القلب السليم هو :من سلم من شبهة تعارض الخبر ، أو شهوة تعارض الأمر ،أو إرادة تعارض الإخلاص ،أو اعتراض يعارض القدر .
((من علامات صحة القلب))
1-كثرة ذكر الله عز وجل ،فالقلوب كالقدر وألسنتها مغاريفها ،فاللسان يخرج ما في القلب .
2-أنه لا يزال يضرب على صاحبه حتى ينيب إلى الله تعالى
3-أن يتعب الجسد في الخدمة ولا يمل القلب ،قال يحيى بن معاذ :من سر بخدمة الله سرت الأشياء كلها بخدمته ،ومن قرت عينه بالله قرت عين كل أحد بالنظر إليه .
4-أن يحن إلى الخدمة ويشتاق إليها أكثر من حنين الجائع إلى الطعام
5-أن يشح بوقته أن يذهب في غير طاعة أشد من الشحيح بدرهمه
6-أن يهتم بتصحيح العمل أكثر من العمل نفسه
7-أنه إذا فاته ورده ،أو طاعة من الطاعات وجد لذلك حسرة أكثر مما يجد الحريص لفقد أهله وماله
8-أن يجعل همه رضى الله فقط
9-أنه إذا دخل الصلاة ذهب عنه همه وغمه بالدنيا ،ووجد فيها راحته ونعيمه ((أرحنا بها يا بلال ))
10-                  أن يأنس بالله ويستوحش من غيره إلا بمن يدله عليه
11-                  أن يكون كلام الله عز وجل أحب شيء إلى قلبه .                              
(ومن علامات مرض القلب)
1-تقديم العبد حظه وشهوته على طاعة الله
2-أنه لا تؤلمه جراحات المعاصي
3-أنه لا يوجعه جهله بالحق ،فما عصي الله بذنب أقبح من الجهل
4-عدوله إلى السموم من المعاصي
5-توطن الدنيا والرضا بها
قال تعالى (( إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون أولئك مأويهم النار بما كانوا يكسبون ))
(النفس المطمئنة)
إذا اطمأنت النفس من الشك إلى اليقين ،ومن الجهل إلى العلم ،ومن الغفلة إلى الذكر ،ومن الخيانة إلى التوبة ،ومن الرياء إلى الإخلاص ،ومن الكذب إلى الصدق ،ومن العجز إلى الكيس ،ومن صولة العجب إلى ذلة الإخبات ،ومن التيه إلى التواضع ،ومن الفتور إلى العمل فقد بات روح الطمأنينة فيها .
وأصل ذلك كله ومنشؤه من اليقظة فهي أول مفاتيح الخير ؛فإن الغافل عن الاستعداد للقاء ربه ،والتزود لمعاده بمنزلة النائم بل أسوأ حالا منه .
(القلب القاسي)
أبعد القلوب من الله القلب القاسي
وإذا قسا القلب قحطت العين
وقسوة القلب تنشأ من كثرة الأكل ،والنوم ،والكلام ،والمخالطة .
قال الشافعي :ما شبعت منذو ست عشرة سنة لأن الشبع :
1-يثقل البدن
2-يقسي القلب
3-يزيل الفطنة
4-يجلب النوم
5-يضعف صاحبه عن العبادة
وقال إبراهيم الخواص :
لا تطمع في لين القلب مع فضول الكلام ،ولا تطمع في حب الله مع حب المال والشرف ،ولا تطمع في الأنس بالله مع الأنس بالمخلوقين .
الشعب للبيهقي 1/377
وروى مالك   في الموطأ (4/519 ) أنه بلغه أن عيسى ابن مريم كان يقول: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم فإن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد ،فإنما الناس مبتلى ومعافى فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية .
قال الزرقاني :فتقسوا قلوبكم فلا ينفعها عظة ،ولا يثبت فيها حكمة .
وقال ابن الكاتب : إذا سكن الخوف في القلب لم ينطق اللسان إلا بما يعنيه .
وقال صلى الله عليه وسلم  ((من صمت نجا ))
وقال تعالى ((يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ))
وروى أحمد عنه صلى الله عليه وسلم قال  ((لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ))
وقال صلى الله عليه وسلم
((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ))
ومن عد كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه .
والقلب يمرض كما يمرض البدن ،وشفاؤه في التوبة والحمية .
ويصدأ كما تصدأ المرآت ،وجلاؤه بالذكر
ويعرى كما يعرى الجسم ،وزينته التقوى ((ولباس التقوى ذلك خير ))
ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن ،وطعامه وشرابه المعرفة والمحبة والتوكل والإنابة والخدمة .
وخراب القلب من الأمن والغفلة ،وعمارته من الخشية والذكر
وإذا أحب الله عبدا اصطنعه لنفسه ،واجتباه لمحبته ،واستخلصه لعباته فشغل همه به ،ولسانه بذكره ،وجوارحه بخدمته .
قال الأخضري في القدسية في التطهير بالذكر:
واعلم بأن طرق التطهير  - كثيرة عند ذوي التنوير
أقربها نفعا طريق الذكر   -      بسرعة يزيل كل ستر
لكن بشرط الخوف والحضور -  مع ادكار هيبة المذكور
فمن تك الغفلة والأمان         - في ذكره حجبه الشيطان
وحال بينه وبين ربه         - بقذفه وساوسا في قلبه
وأحدقت بقلبه غشاوه       - فلم يذق بالذكر من حلاوه
ومما يحيي القلب الإكثار من ذكر الموت
قال صلى الله عليه وسلم ((أكثروا من ذكر هاذم اللذات ))
وروى الديلمي مرفوعا ((أكثروا ذكر الموت فما من عبد أكثر ذكره إلا أحيا الله قلبه وهون عليه الموت ))
وقال محمد مولود في المطهرة :
وسمها الساعي تطويل الامل  - توطينك النفس على بعد الأجل
يورث قسوة القلوب والكسل  - عن الفروض واقتحام ما نحظل
لكنه في حق من لغد أب    - أو كان في تنصيف علم لم يعب
ذاكره يكرم بالقناعة      - وبنشاط قلبه للطاعة
وببدار توبة ويبتلى      - ناسي المنية بأضداد الثلا
    دواء طول الأمل
قال زروق
دواؤه دوام ذكر الموت   - والجد والتشمير خوف الفوت
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله :
من علامات الشقاء :
1-القسوة في القلب
2-جمود العين
3-قلة الحياء
4-الرغبة في الدنيا
ومن ذكر المنية نسي الأمنية ،ومن أطال الأمل نسي العمل ،وغفل عن الأجل .
وقال في المطهرة في مراتب جهاد النفس
ورابط النفس بست الاولى   - إلزامها أن تهجر المحظولا
منعا و كرها أبدا وتاتي   - صادقة بنوعي الطاعات
ثمت راقبنها فالخائن     - إذا خلا الجو له لا يتقن
ثمت حاسبنها وتكليف الجواب – عما أتت وتركت هو الحساب
فإن أتمت فاشكر المهيمنا      - وأوصها بجعل ذاك ديننا
واطلب قضا ما تركت وجبر ما  - لاتت وإن عصت فعاتب لائما
ثمت عاقبن كل جارحه       - بمنع ما تقحمته طالحه
كالبطن بالجوع إذا ما أكلا  - محرما وغض طرف أرسلا
وجاهدنها بإلزام النوا          فل الكثيرة وهجران الهوى
جهادها الحمل على المكاره  - إن شرعت والكف عما تشتهي
والشرط في جهادها السني   - وفاقه لسنة النبي
من ظن أن يصل دون جهد  - فمتمن أو ببذل الجهد
فمتعن أو شهي الأكل       - ليس يضره أتى بإزل 
             التربية:
التربية عملية متكاملة تستهدف بناء التصور السليم ،والسلوك القويم ،وإعداد الفرد الصالح ،المفيد ،القدوة ،المؤثر ،الإيجابي ،الملتزم بدينه ،الواعي لعصره ،المضطلع بمسئولياته .
الآليات المساعدة على البرنامج الفردي :
1-الإفطارات الجماعية
2-الخرجات
3-الرياضة الجماعية
4-المؤاخاة
5-اتخاذات شعارات أسبوعية وشهرية .
قال أحمد بن حنبل رحمه الله :أدركت الناس وهم يتعلمون السكوت ،ثم هم اليوم يتعلمون الكلام .
وكان السلف رضوان الله عليهم يأتون بالمسائل العظيمة ،والفوائد النفيسة ولا يريدون أن تنسب إليهم خوفا على أنفسهم من الرياء والسمعة فكانوا من ذلك برآء لشدة إخلاصهم ومراقبتهم لربهم في أعمالهم .

روي عن الشافعي أنه قال :وددت أن الناس انتفعوا بهذا العلم ولا ينسب إلي منه شيء .
وقال أيضا :ما ناظرت أحدا قط فأحببت أن يخطئ .
وقال :ما كلمت أحدا قط إلا أحببت أن يوفق ويسدد ويعان ،وتكون عليه رعاية من الله تعالى .
التفكر :
إعمال العقل والطاقة التي آتاك الله في التدبر في آيات الله المسطورة والمنظورة .     
  مجالات التفكر المأذون فيها :
1-التفكر في كتاب الله وآياته المسطورة
2-التفكر في خلق الله أي آياته المنظورة
3-التدبر في نعم الله عليك
4-التفكر فيما بين يديك وما أنت صائر إليه
5-التفكر فيمن حولك من الناس وتدبير الله فيهم أحياء وأمواتا
6-التفكر في ذنوبك وما فرطت فيه في جنب الله
7-التفكر في تشريع الله سبحانه وتعالى ،وحكمته في أحكامه
 الورد اليومي في التفكر  :
1-خطاب الله لك هل أديته ،وهل وقفت عند الأوامر والنواهي بامتثال والاجتناب 
2- التفكر في نعمة عليك وهل أديت شكرها
3-حاسب نفسك على جوارحك هل صرفت نعمتها وقوتها في طاعة الله

الجلسة الربانية :   
حمدا لمن أمر بالتعاون   -        على التقى وعدم التهاون
في نصرة الدين ونيل المقصد – رضى الإله ونعيم الأبد
وذان بالفهم الصحيح للكتاب  - وسنة الهادي على وجه الصواب
ثمة سيرنا على وفقهما    -       ودعوة صادقة إليهما
والجمع من أجل تدارس السبل – لذاك أولى ما به العبد انشغل
فاحضر على طهارة وذكر    - مستمطرا عفو الكريم البَرِّ
مستغفرا لك وللجلاس        - وعائذا من شَرَك الوسواس
ثم الدعا بالنجْح والإخلاص  - والبعد عن حظوظٍ او معاصي
تَذَكُّرِ الأخرى ويوم تُعرَض  - لن يجد المرء سوى ما يَقْرِضُ
وأنك المسئول عن إيجاد    - علاج سوء الحال في البلاد
واحرص على السنة داعيا بأن – يجري على وفق الصواب ما يُسَنّ
واسأل هداك للذي قد اختُلف   - فيه ،الحديث عند مسلم عُرف
وواجب إعطاء كل ما يقال    - حظا من النظر دونما جدال
(والجمع واجب متى ما أمكنا ) – ولا تقل مصدر ذا الرأي أنا
إياك والفوضى وهمزا لمزا     - فجدَّ ،ولتقاطعن من يهزا
واختم بتذكير بما تقررا      - واعمل به (كبر مقتا ) فاذكرا
وادع بنحو اقسم لنا من خشيتك – والمسلمون اشملهمُ في دعوتك
كفارة المجلس ،والصلاة    - على الذي اهتدى به الهداة .   
 وبالله التوفيق 

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 

هناك تعليق واحد:

  1. جزاكم الله خير الجزاء موضوعات جميلة ونحن بحاجة إليها

    ردحذف