السبت، 18 مايو 2024

حول العلم والأدب

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على نبيه الكريم

(حول العلم والأدب...)

...................................

من شروط الداعي

فمن شرط الداعي أن يكون عالما بأن لا قادر على حاجته إلا الله ،وأن الوسائط في قبضته ،ومسخرة بتسخيره ،

وأن يدعو بنية صادقة ،وحضور قلب ، فإن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه

وأن يكون مجتنبا لأكل الحرام ،وألا يمل من الدعاء . القرطبي 2/311

وروى النسائي مرفوعا (( إنما ينصر الله هذه الأمة بضعفائها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم ))  القرطبي 2/45

.....................

بعض آداب التعلم وكيف تحصل على العلم بحول الله تعالى  

أخي لن تنال العلم إلا بستة===سأنبيك عن مجموعها ببيان

ذكاء وحرص واصطبار وبلغة===وإرشاد أستاذ وطول زمان .

لا تصحب الكسلان في حالاته===كم صالح بفساد آخر يفسد

عدوى البليد إلى الجليد سريعة===كالجمر يوضع في الرماد فيخمد .

ذكر كنون عن الشيخ زروق أن من استحقر أستاذه ابتلاه الله بثلاث عقوبات :

الأولى : أن ينسى ما حفظ منه

الثانية : أن يكل لسانه عند النزع

الثالثة : أن يخرج من الدنيا بغير إيمان .

قال تعالى (( ما وليهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ))

قال القرطبي : فيها دليل على قبول خبر الواحد وهو مجمع عليه من السلف معلوم بالتواتر من عادة النبي صلى الله عليه في توجيهه ولأنه ورسله  آحادا للآفاق ليعلموا الناس دينهم فيبلغوهم سنة رسولهم صلى الله عليه وسلم من الأوامر والنواهي .

القرطبي 2/152

قال أبو عمر ...وأهل العلم ما زالوا يسامحون أنفسهم في روايات الرغائب والفضائل عن كل أحد ،وإنما كانوا يتشددون في أحاديث الأحكام .

القرطبي 2/420

 قال الجرجاني على بن عبد العزيز

يقولون لي فيك انقباض وإنما      - رأوا رجلا عن موقف الذل أحجما

أرى الناس من دانهم هان عندهم  - ومن أكرمته عزة النفس أكرما

وما كل برق لاح لي يستفزني    - ولا كل من لا قيت أرضاه منعما

وإني إذا ما فاتني الأمر لم أبت  - أقلب كفي إثره متندما

ولم أقض حق العلم إن كان كلما – بدا طمع صيرته لي سلما

إذا قيل هذا منهل قلت قد أرى   - ولكن نفس الحر تحتمل الظما

ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي – لأخدم من لا قيت لكن لأخدما

أأشقى به غرسا وأجنيه ذلة        - إذا فاتباع الجهل قد كان أحزما

ولو أن أهل العلم صانوه صانهم   - ولو عظموه في النفوس لعظما

ولكن أهانوه فهان ودنسوا          - محياه بالأطماع حتى تجهما  .     

قال مالك بن دينار :إن القلب إذا لم يكن فيه حزن خرب ،كما أن البيت إذا لم يسكن خرب .

وقال الحسن : ما عبد الله بمثل طول الحزن .

وقال –عن الدنيا – فو الله إن أصبح فيها مؤمن إلا حزينا ،وكيف لا يحزن المؤمن وقد حدث عن الله تعالى أنه وارد جهنم ولم يأته أنه صادر عنها ،والله ليلقين أمراضا ومصائب وأمرا تغيظه ،وليظلمن فما ينتصر يبتغي بذلك الثواب من الله عز وجل ، فما يزال فيها حزينا حتى يفارقها ،فإذا فارقها أفضى إلى الراحة والكرامة .

   أجود أوقات الحفظ :

الاسحار ،ثم وسط النهار ،ثم الغداة

خذ العلم مع الايام والليالي ولا تكابره فمن رام أخذه جملة ذهب عنه جملة .

لا بد في تحصيل الاشياء من الجهد والهمة العالية .

يا نفس يانفس لا ترخي عن العمل – في البر والعدل والاحسان في مهل

وكل ذي عمل في الخير مغتبط  -  وفي بلاء وشؤم كل ذي كسل  .

   مراتب العلم :

قال في شرح الاحياء للعلم ست مراتب :

1-   حسن السؤال 2- حسن الانصات والاستماع  3- حسن الفهم

4- الحفظ  5- التعليم  6- وهي ثمرته العمل به ومراعاة حدوده .

     المناظرة الجائزة

منها تجنب الاضطراب ما عدا اللسان من الجوارح ،والاعتدال في رفع

الصوت وخفضه ، وحسن الاصغاء إلى كلام صاحبه ،وأن يجعل الكلام

مناوبة لا مناهبة ... والاحتراز عن التعنيت والتعصب والمبالغة والرياء

والمباهاة والضحك واللجاج وترك قبول الحق ،فإذا وقعت على هذا المقصد

أفادت خمس خصال :

1-   إيضاح الحجة  2- وإبطال الشبهة  3 – ورد المخطئ إلى الصواب

4- والضال إلى الرشاد 5- والزائغ إلى صحة الاعتقاد مع الذهاب

إلى التعليم وطلب التحقيق .

اللسان عنوان الانسان

وقال بعض البلغاء :

يستدل على عقل الرجل بقوله ،وعلى أصله بفعله .

وسائر الاحوال والاوقات   - كن مستفيدا من جميع النات

 العذر بالجهل  قال الشيخ محمذ فال بن متالي رحمه الله :

وليس بالامكان شخص يعذر   - بالجهل إلا من به لا نشعر

لأنه في كل قطر عالم         - والدين حمدا للإله قائم 

وربنا قال تعالى فاسألوا      - أي الذين علموا فعملوا

وغيره نعرفه لا ينصح     - وضره أقرب مما يصلح

وآذن الحال بقرب القبض – للعلم في كل نواحي الارض

تعذرت أسبابه وندرا      - طالبه وهان من بين الورى

وقد روي من يرد الاله به – خيرا يفقهه البخاري فانتبه

وقال فيه عمر المؤيد     - تفقهوا من قبل أن تسود .

من صح منه العقل والبدن في – أن يترك التحصيل عذره نفي

إذا كان عون الله للمرء ناصرا   - تهيأ له من كل صعب مراده

وإن لم يكن عون من الله للفتى  - فأكثر ما يجني عليه اجتهاده .

عدم عصيان الاله بالنعم      - حد به الشكر الجنيد ذو الحكم .

   المطلوب منك عند وصول النعمة إليك :

قال ابن عبد : إذا أوصل الحق تعلى إليك نعمة على يد إنسان – سواء

كانت دينية أو دنيوية – فعليك في ذلك وظيفتان :

إحداهما : أن تشهد انفراد الله تعالى  بذلك فلا ترين النعمة إلا منه وحده

وترى من سواه ممن أجراها على يديه مقهورا مجبورا على ذلك مسلطا

عليه الدواعي والبواعث حتى لم يجد انكفافا عنه وهذا هو حق التوحيد .

والثانية : أن تشكر من وصلت إليك على يديه بأن تدعو له ،وتثني عليه

امتثالا لأمر الله تعالى وعملا بما جاءت به الشريعة .

 قال تعالى (( أن اشكر لي ولوالديك ))

وفي الحديث (( أشكر الناس لله أشكرهم للناس )) رواه البيهقي والطبراني

- قال في الحكم : ما توقف مطلب أنت طالبه بربك ،ولا تيسر مطلب أنت

طالبه بنفسك .

-       فالعقل مخلوق عاجز لا يدرك جميع  الاشياء كالبصر لا يبصر جميع

الاشياء .

        المعاملة مع الحق والخلق

أحق خلق المرء في المعامله   - للحق في الرضا مع التسليم له

وفي معاملته للخلق              - عفو مع السخا أجل خلق .

قال اليوسي : وصار العلم كله إلى الدفاتر إلا قليلا ،وصار العالم هو ذو الملكة

في تحقيق ما فيها والخبرة بمظان ما يراجع منها .

وأضحت الكتب آلة لصاحب العلم عالما كان أو متعلما وسلاحا وخزانة .

   فضل نسخ العلم

ناسخ علم نافع ما بقيا    - ذا الخط أجره له قد أجريا

وأجر من كتبه أوعملا     - به وأجر من قراه نولا

وهكذا الوزر على من نسخا – ما فيه إثم مثل ذاك رسخا

كما المناي عزا للمنذري     - ناهيك من مبشر ومنذر .

  فوائد العمل بالاسباب :

قال محمد مولود رحمه الله تعالى :

تسببوا فإن في الاسباب  - سبع فوائد من الوهاب

منهن صون بهجة الايمان – عن طبع الطمع في الانسان

شاغلة لكم عن العصيان   - داعية لطاعة الديان

صون وجوهكم عن ابتذال – لدى لآم بخلا أنذال

فيها ذريعة إلى التعارف   - بينكم والود والتآلف

تثبيت أفئدتنا إن لها       - ضعفا فمهمى ناب خطب هالها

لو لم يقم بها     لما وجد    - قوم تفرغوا لطاعة الصمد

تسببوا وامتثلوا أمر النبي – في قوله وأجملوا في الطلب

لا تتوجهوا بكل الهمة      - منهمكين في ابتغا المعيشة .

وأصل كل الشر خوف الخلق – رضى عن النفس وهم الرزق .  

قال أبو الحسن الزيات :

إذا ترك الطالب الاشتغال يوما كأنه تركه سنة ،وإن تركه يومين كأنه تركه

سنتين ،وإن تركه ثلاثة لا يجيء منه شيء .

إذا هبت رياحك فاغتنمها    - فإن لكل عاصفة سكون

وإذا درت نياقك فاحتلبها   - فما تدري الفصيل لمن يكون .

قال ابن القيم أربعة تهدم البدن :

الهم والحزن والجوع والسهر .

 

وقال ابن أبي حاتم :

إذا أصبحت عندي قوت يومي  - فخل الهم عني يا سعيد

ولم تخطر هموم غد ببالي      - لأن غدا له رزق جديد

أسلم إن أراد الله أمرا           - وأترك ما أريد لما يريد

وما لإرادتي وجه إذا ما       - أراد الله لي ما لا أريد .

وقال الشافعي في الغربة

سأطلب علما أو أموت ببلدة – يقل بها قطر الدموع  على قبري

وليس اكتساب العلم يا نفس فاعلمي – بميراث آباء كرام ولا صهر

ولكن فتى الفتيان من راح واغتدى – ليطلب علما بالتجلد والصبر

فإن نال علما عاش في الناس سيدا – وإن مات قال الناس بالغ في العذر .

وله أيضا رحمه الله :

تغرب عن الاوطان في طلب العلى – وسافر ففي الاسفار خمس فوائد

تفريج هم واكتساب معيشة         - وعلم وآداب وصحبة ماجد  .

لا ينال العلم براحة الجسم

وينسب للقاضي عبد الوهاب :

سأجعل فضل ثوبي في كتاب   - وألتزم التقشف في ثيابي

لعمري إن درسا في كتاب     - ألذ من الطعام والشراب

ومن فرش الحرير ولبس خز – وأشهى من ملامسة الكعاب .

وقال الزمخشري

سهري لتحصيل العلوم ألذ لي – من لثم غانية وطيب عناق

وألذ من نقر الفتاة لعودها       - نقري لنفض الرمل عن أوراق

وتمايلي طربا لحل عويصة     - أشهى لنفسي من مدامة ساق

وصرير أقلامي على أوراقها  - أحلى من المايات والعشاق

يا من يحاول بالاماني رتبتي  - كم بين منسفل وآخر راقي

أأبيت ليلي ساهرا وتضيعه    - نوما وتأمل بعد ذا بلحاق .

أفد طبعك المكدود بالجد راحة – يجم وعلله بشيء من المزح

ولكن إذا أعطيته المزح فليكن – بقدر الذي يعطى الطعام من الملح .

وقال أبو حيان رحمه الله :

عداتي لهم فضل علي ومنة   - فلا أبعد الرحمن عني الاعاديا

هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها – وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا .

وقال ابن عطاء الله رحمه الله :

لا تشتغل بالعتب يوما للورى    - فيضيع وقتك والزمان قصير

وعلام تعتبهم وأنت مصدق     - أن الامور جرى بها المقدور

هم لم يوفوا للإله بحقه         - أتريد توفية وأنت حقير

واشهد حقوقهم عليك وقم بها  - واستوف منك لهم وأنت صبور

فإذا فعلت فأنت أنت بعين من – هو بالحقائق عالم وبصير .

لا تعر نفسك من الحلم إذا    - أوتيت من علم نصيبا حبذا

علم إذا بزينة من حلم         - يزدان ،فالحلم لباس العلم .

قال أبو الطيب رحمه الله

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه – وصدق ما يعتاده من توهم

وعادى محبيه بقول عداته     - فأصبح في ليل من الشك مظلم .        

 قال أبو حيان رحمه الله

يظن الغمر أن الكتب تهدي  - أخا فهم لإدراك العلوم

وما يدري الجهول بأن فيها  - غوامض حيرت عقل الفهيم

وإذا رمت العلوم بغير شيخ  - ضللت عن الصراط المستقيم

وتلتبس الامور عليك حتى  - تكون أضل من توما الحكيم .

أنبل العلماء من يكتب أحسن ما يسمع ،ويحفظ أحسن ما يكتب ،ويحدث

بأحسن ما يحفظ .

    مما يستعان به على التحصيل

قال في النشر الطيب : مما يستعان به على التحصيل :

حفظ الامهات ،والقواعد الكلية ،والمسائل المنظومة لأنه سبب للاستحضار

    أجود أوقات الحفظ

الاسحار ،ثم نصف اليل ،ثم الغداة ،وحفظ اليل أجود وأنفع ،ووقت خلو

المعدة عن الطعام .

وأجود أماكنه الغرف ،وكل موضع بعيد عما يشغل القلب .

والمقصود من الحفظ الفهم ،وقوة المذاكرة مع من ينصف لأنها تفيد

التحقيق .

  من تجالس  ؟

قال عيسى ابن مريم : جالسوا من تذكركم بالله رؤيته ،ومن يزيد في علمكم

منطقه ،ومن يرغبكم في الآخرة عمله .

وقال أبو حنيفة رحمه الله :

الحكايات عن العلماء ومجالستهم أحب إلي من كثير من الفقه لأنها آداب

القوم وأخلاقهم . 

زيارة أرباب التقى مرهم يبري  - ومفتاح أبواب الهداية والخير

اسرد حديث الصالحين وسمتهم  - فبذكرهم تتنزل الرحمات

واحضر مجالسهم تنل بركاتهم   - وقبورهم زرها إذا ماتوا .   

 ولابن هشام الانصاري رحمه الله :

ومن يصطبر للعلم يظفر بنيله  - ومن يخطب الحسنا يصابر على البذل

ومن لم يذل النفس في طلب العلا – يسيرا يعش دهرا طويلا أخا ذل .

 قال عبد الله بن المبارك رحمه الله :

من تهاون بالآداب عوقب بحرمان السنن ، ومن تهاون بالسنن عوقب بحرمان

الفرائض ،ومن تهاون بالفرائض عوقب بحرمان المعرفة .

وقال يوسف بن الحسين رحمه الله :

بالادب يفهم العلم ،وبالعلم يصح العمل ،وبالعمل تنال الحكمة ،وبالحكمة

يقام الزهد ،وبالزهد تترك الدنيا ،وبترك الدنيا يرغب في الآخرة ،وبالرغبة

في الآخرة تنال الرتبة عند الله تعالى .

 وقال النسفي رحمه الله :

كن للاوامر والنواهي حافظا   - وعلى الصلاة مواظبا ومحافظا

واطلب علوم الشرع واجهد واستعن – بالطيبات تصر فقيها حافظا

واسأل إلهك حفظ حفظك راغبا      - في فضله فالله خير حافظا .

 ولمحمود بن الحسين الوراق رحمه الله تعالى :

إذا أنت لم ينفعك علمك لم تجد  - لعلمك مخلوقا من الناس يقبله

وإن زانك العلم الذي قد حملته  - وجدت له من يجتنيه ويحمله .

  الاشياء التي تزيد في الفهم

قال ابن القيم رحمه الله تعلى :

أربعة تزيد في الفهم : فراغ القلب ،وقلة التملي من الطعام والشراب ،

وحسن تدبير الغذاء بالاشياء الحلوة والدسمة ،وإخراج الفضلات المثقلة

للبدن .

     أشياء تضر العقل

ومما يضر العقل : إدمان أكل البصل والباقلا والزيتون والباذنجان

وكثرة الجماع،والوحدة والافكار ،والسكر ،وكثرة الضحك ،والغم .

       مما يتقوى به العقل

وفي النشر الطيب : أصل العقل موهبة من الله تعالى فضل بها الانسان

ويتقوى بأمور : منها أكل الحلال – وهو أفضلها – وأكل لحم الضأن

والاطعمة الدسمة ،والشيء الحلو سيما الزبيب ،ومضغ اللبان ،وتخفيف

المعدة .

وينبغي للطالب أن يجتنب الاطعمة الغليظة المؤثرة جمود القريحة  ما أمكنه

كالفول والبصل والزيتون والباذنجان والسمك ،وأكل الحوامض ،واللبن المخيض

ونحو ذلك .

بعد كل فريضة : آمنت بالله الواحد الاحد الحق وحده لا شريك له وكفرت

بما سواه .

وأكل إحدى وعشرين زبيبة على الريق مفيدة للحفظ .

روح البيان قال في العصيان    - هو من أقوى سبب النسيان 

وقال ابن القيم رحمه الله تعالى :

أربعة تضر بالفهم والذهن :

إدمان أكل الحوامض والفواكه ،والنوم على القفا ، والهم ،والغم .

وقال اليوسي رحمه الله :

أضر شيء بالعقل الاشتغال بما لا يعني ،والبطالة .

إذا شئت أن تلقى من الله نعمة  - عليك فسارع في حوائج خلقه

ولا تعصين الله ما رمت ثروة  - فيحظر عنك الله واسع رزقه .

   أربعة تجلب الرزق

قال ابن القيم رحمه الله تعالى :

أربعة تجلب الرزق : قيام اليل ،وكثرة الاستغفار بالاسحار ،وتعاهد الصدقة

والذكر أول النهار وآخره  .

وكان مالك رحمه الله تعالى من أحسن الناس خلقا مع أهله وولده ويقول :

في ذلك مرضاة لربك ،ومحبة في أهلك ،ومثراة في مالك ،ومنسأة في أجلك .     

 وقال علي رضي الله عنه :

إذا تم عقل المرء قل كلامه   - وأيقن بحمق المرء إن كان مكثرا .

وقال الشيخ الخديم :

حقيقة تزيد في العمر الصله   - لرحم كما القرافي قبله

فهي لذاك سبب مستدعي      - نصبه الله بوضع شرعي

وضعف الذي فريق سلكه   - من أن ذاك الزيد زيد البركه

عليك بالفروق واقبلها بل    - ما قبل ابن الشاط منها فاقبل .

يقول حين يصبح وحين يمسي كل يوم ثلاث مرات :

سبحان الله ملء الميزان ،ومنتهى العلم ،ومبلغ الرضى ،وزنة العرش .

وقد نظم على الاجهوري رحمه الله ما يزيد في العمر فقال :

زيادة عمر بالسلام على الذي  - لقيت وتسريح دواما للحية

مع الرأس أيضا والتصدق والصله – لأرحامه أو واحد فتثبت .

أي واحد منها كاف في تحصيل ذلك .

وزاد كنون  رحمه الله  تعالى :

الاشتغال بالحديث ،والعلم ،والعدل في الحكم بين الناس .

  

         قواعد فقهية مختلفة

الاجر والضمان لا يجتمعان

إذا اتسع الامر ضاق

إذا اجتمع حظر وإباحة غلب جانب الحظر

إذا انتفى السبب وآثاره فينتفي الحكم لانتفائه

إذا بطل الاصل يصار إلى البدل

إذا بطل الشيء بطل ما في ضمنه

إذا تعارضت مفسدتان روعي أعظمهما بارتكاب أخفهما

إذا تعذرت الحقيقة يصار إلى المجاز

إذا تعذر إعمال الكلام يهمل

إذا زال المانع عاد الممنوع

إذا سقط الاصل سقط الفرع

إذا ضاق الامر اتسع

استعمال الناس حجة يجب العمل بها

الاصل في الصفات العارضة العدم

الاصل في المرأة البكارة

الاصل في الرجل القدرة على الجماع

الاصل في المبيع السلامة 

الاصل في الكلام الحقيقة

الاصل حمل الكلام على ظاهره ولا يخرج عن ذلك إلا بدليل

الاصل في اللفظ العام أن يدل على جميع أفراده على وجه الشمول

والاستغراق حتى يقوم دليل التخصيص

الاصل في اللفظ المطلق أن يحمل على إطلاقه حتى يقوم دليل التقييد

الاصل في الاوامر – على رأي الجمهور – أنها للوجوب

الاصل في النواهي – على رأي الجمهور – أنها للتحريم

الاصل في الالفاظ عدم النقل

الاصل أن القدرة على الاصل – أي المبدل – قبل استيفاء المقصود

بالبدل ينتقل الحكم إلى المبدل

الاصل في المنافع الاباحة ، وفي المضار التحريم

الاصل السلامة

الاطلاق يحمل على المعتاد

إعمال الكلام أولى من إهماله

الاقرار يحمل على العرف ،لا على وفاق العربية

الامور بمقاصدها  

البيع الحرام مردود أبدا

التأسيس أولى من التأكيد

التابع تابع

التابع لا يسقط بسقوط متبوعه

التابع لا يتقدم على المتبوع

التابع لا يفرد بالحكم

التصرفات إذا كانت دائرة بين جهات شتى لا تصرف إلى أحدها إلا

بالبينة .

التعامل حجة يترك بها القياس

التعيين بالعرف كالتعيين بالنص

الثابت بالعرف كالثابت بالنص

الثابت ثبوتا مؤبدا يستحيل زواله

الجهالة إنما تؤثر في العقود اللازمة

جواز الانتفاع بالشيء إذا كان لأجل الضرورة لم يكن دالا على الجواز

الجواز الشرعي ينافي الضمان

الحاجة تنزل منزلة الضرورة عامة كانت أو خاصة

الحقيقة تترك بدلالة العادة

درء المفاسد أولى من جلب المصالح

الرضا بالشيء رضا بما يتولد منه واعتراف بصحته

صرف الالفاظ عن حقائقها إلى مجازاتها يكون بمقاصدها

الصغير مؤاخذ بضمان الفعل

الضرر يزال

الضرورات تبيح المحظورات

الضرر لا يزال بالضرر

الضرر يدفع بقدر الامكان

الضرر الاشد يزال بالاخف

العادة محكمة

العبرة في العقود للمقاصد والمعاني لا للألفاظ والمباني

الفضيلة المتعلقة بنفس العبادة أولى من الفضيلة المتعلقة بمكانها

قد يثبت الفرع مع عدم ثبوت الاصل

القصود في العقود معتبرة

كل أمر بين كالربا المحض ،أو كان خلاف النص فإنه يرد أبدا بكل حال

كل حيوان طاهر

كل عبادة جاز نفلها على صفة في عموم الاحوال جاز فرضها على تلك

الصفة في حال من الاحوال

كل عضو حرم النظر إليه حرم مسه

كل ما أدى إثباته إلى نفيه فنفيه أولى

كل من علم تحريم شيء وجهل ما يترتب عليه لم يفده ذلك

كل من اشتبه عليه أمره فحكمه التحري فإن لم يجد فالاحتياط     

كل ميتة بر ذات دم سائل نجس وبالعكس

لا أثر لارتفاع السعر بعد التلف

لا حجة مع التناقض ،ولكن لا يختل معه حكم حاكم

لا يجوز لأحد أن يتصرف في ملك الغير بلا إذنه

لا يجوز لأحد أن يأخذ مال أحد بلا سبب شرعي

لا ينسب إلى ساكت قول ،لكن السكوت في معرض الحاجة بيان

لا يجب أن يؤخذ مال مسلم إلا بيقين

لا يصح بيع الدين مطلقا

لا ينكر تغير الاحكام بتغير الازمان

اللفظ المطلق يحمل على الاسماء العرفية

لفظ الواقف والحالف وكل عاقد يحمل على عادته

ما أبيح للضرورة يقدر بقدرها

ما أوجب أعظم الامرين بخصوصه لا يوجب أهونهما بعمومه

ما جازت الاستنابة في فرضه جازت في نفله

ما جاز بيعه جازت هبته وما لا فلا

ما جاز الرهن به جاز ضمانه وما لا فلا

ما جاز لعذر بطل بزواله

ما صلح للحل لا يصلح للعقد

ما غير الفرض في أوله غيره في آخره

ما كان حراما بوصفه وسببه أو بأحدهما فلا  يأتيه التحليل إلا من جهة

الضرورة أو الاكراه

ما لا يقبل التبعيض فاختيار بعضه كاختيار كله

المتولد من مأذون فيه لا أثر له

متى اجتمع أمران لا يمكن إجازتهما جميعا وأحدهما ينسخ ،والآخر لا ينسخ

فالذي لا ينسخ أولى بالثبات

المخير بين الشيئين إذا اختار أحدهما يتعين ذلك عليه

مراعاة المقاصد مقدمة على رعاية الوسائل أبدا 

المشقة تجلب التيسير

المعروف بين التجار كالمشروط بينهم

المعروف عرفا كالمشروط شرطا

الممتنع عادة كالممتنع حقيقة

مهما أمكن إبقاء الحقين لا يجوز إبطال حق أحدهما

من أتى بكلامين متضادين يجعل آخرهما ناسخا للأول

من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه    

من استهلك مال غيره غرم قيمته

من سعى في نقض ما تم من جهته فسعيه مردود عليه

من كان القول قوله في أصل الشيء كان القول قوله في صفته وما لا فلا

من ملك الانشاء ملك الاقرار وما لا فلا

من ملك التصرف ملك الاذن فيه ،ومن لا يملك التصرف لا يملك الاذن

فيه

من ملك الكل ملك البعض

من ملك التصرف ملك الانابة والتوكيل فيه

من ملك التنجيز ملك التعليق ،ومن لا يملك التنجيز لا يملك التعليق

من ملك أرضا كانت له حقوقها ومرافقها

من ملك الرقبة ملك المنافع

من ملك دارا ملك الارتفاق بعلوها والهواء فيها

من ملك شيئا ملك ما هو من ضروراته وتوابعه

من ملك شيئا ملك تمليكه

من ملك شيئا ملك ما هو أخف منه

من ملك ظاهر الارض يملك باطنها

الميسور لا يسقط  بالمعسور

الوكيل أمين

يباح للمضطر أخذ مال الغير

يتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام

يختار أهون الشرين

يضاف الفعل إلى الفاعل لا الآمر ما لم يكن مجبرا

يغتفر في التوابع ما لا يغتفر في غيرها

يغتفر في البقاء ما لا يغتفر في الابتداء

يقبل قول المترجم مطلقا

يلزم مراعاة الشرط بقدر الامكان

اليقين لا يزول بالشك .

قال الله عز وجل (( وإنك لعلى خلق عظيم ))   

تعريف حسن الخلق

قال ابن المبارك رحمه الله هو : بسط الوجه وبذل المعروف وكف الاذى .

وفي الحديث (( البر حسن الخلق ))

وفيه (( أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا )) صححه الالباني

وقال ابن تيمية رحمه الله :

وجماع الخلق الحسن مع الناس : أن تصل من قطعك بالسلام ،والاكرام

والدعاء له ،و الاستغفار والثناء عليه ،والزيارة له ،وتعطي من حرمك من

التعليم والمنفعة والمال ،وتعفو عمن ظلمك في دم أو مال أو عرض .

وحسن الخلق امتثال لأمر الله

قال الله تعالى (( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ))

قال الشيخ السعدي رحمه الله :

هذه الآية جامعة لحسن الخلق مع الناس ،وما ينبغي في معاملتهم ،فالذي

ينبغي أن يعامل به الناس أن يأخذ العفو أي ما سمحت به أنفسهم وما سهل

عليهم من الاعمال والاخلاق فلا يكلفهم ما لا تسمح به طبائعهم ،بل يشكر

من كل أحد ما قابله به من قول وفعل جميل ،أو ما هو دون ذلك ،ويتجاوز

عن تقصيرهم ،ويغض طرفه عن نقصهم ،ولا يتكبر على الصغير لصغره

،ولا ناقص العقل لنقصه ،ولا الفقير لفقره ، بل يعامل الجميع باللطف

والمقابلة بما تقتضيه الحال وتنشرح له صدورهم .

وروى الترمذي عنه صلى الله عليه وسلم (( ... وخالق الناس بخلق حسن ))

وقال ابن رجب رحمه الله تعالى :

وكثيرا ما يغلب على من يعتني بالقيام بحقوق الله ،والانعكاف على محبته

وخشيته وطاعته إهمال حقوق العباد بالكلية ،أو التقصير فيها ،والجمع بين

القيام بحقوق الله وحقوق عباده عزيز جدا لا يقوى عليه إلا الكمل من الانبياء

والصديقين .

وكان صلى الله عليه وسلم أكمل الناس خلقا ،فكان سهلا لينا ،قريبا من الناس

مجيبا لدعوة من دعاه ،قاضيا لحاجة من استقضاه ،جابرا لقلب من سأله ،لا

يحرمه ،ولا يرده خائبا ،وإذا أراد الصحابة منه أمرا وافقهم عليه وتابعهم فيه

إذا لم يكن فيه محذور ،وإن عزم على أمر لم يستبد به دونهم ، بل يشاورهم

ويؤامرهم ،وكان يقبل من محسنهم ويعفو عن مسيئهم ،ولم يكن يعاشر جليسا

إلا أتم عشرة وأحسنها ،فكان لا يعبس في وجهه ،ولا يغلظ عليه في مقالة

ولا يطوي عنه بشره ،ولا يمسك عليه فلتات لسانه ،ولا يواخذه بما يصدر منه

من جفوة ،بل يحسن إليه غاية الاحسان ،ويتحمله غاية الاحتمال ،

فداه أبي وأمي وروحي صلى الله عليه وسلم ،إنها معالم الطريق التي يجدر

بكل مسلم أن يتأدب بها ، لا سيما الدعاة إلى الله تعالى .  

نسأل الله أن يجملنا بهذه الآداب وأن يوفقنا للعمل بها .

                          فضل حن الخلق :

1-   أنه مما مدح الله تعالى به نبيه صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى :

(( وإنك لعلى خلق عظيم ))

2-   أن صاحبه يفوز بمحبة الله تعالى ،ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم(( أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا )) صححه الالباني ونسبه للطبراني

3-   الفوز بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم والقرب من مجلسه في الجنة

قال صلى الله عليه وآله وسلم(( إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا )) حسن ،رواه الترمذي

4-   أنه من أسباب النجاة من النار

قال صلى الله عليه وسلم (( من كان سهلا لينا حرمه الله على النار ))

رواه الحاكم وصححه الالباني .

5-   أن به يثقل ميزان العبد يوم القيامة      

قال صلى الله عليه وسلم(( ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن ، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء )) رواه الترمذي

6-   أنه يدل على كمال إيمان العبد وأفضليته

لقول النبي صلى الله عليه وسلم (( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا

وخياركم خياركم لنسائهم خلقا )) رواه الترمذي

7-   أن خير عطاء للعبد خلق حسن

لقول النبي صلى الله عليه وسلم (( خير ما أعطي الناس خلق حسن ))

رواه أحمد

8-   أن حسن الخلق يبلغ به درجة الصائم القائم

لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (( إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه

درجة الصائم القائم )) رواه أبو داود       

 قال العلامة أبو الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي رحمه الله :

وإنما أعطي صاحب الخلق الحسن هذا الفضل العظيم لأن الصائم والمصلي

في اليل يجاهدان أنفسهما في مخالفة حظهما ،وأما من يحسن خلقه مع الناس

مع تباين طبائعهم وأخلاقهم فكأنه يجاهد نفوسا كثيرة فأدرك ما أدركه الصائم

القائم فاستويا في الدرجة ،بل ربما زاد .

  عون المعبود 13/ 107

   

الاسباب المعينة على اكتساب حسن الخلق

1-   الدعاء  2- المجاهدة  3- المحاسبة  4- علو الهمة

5- مصاحبة الاخيار وأهل الاخلاق الفاضلة

6- قبول النصح الهادف

7- قراءة كتب الشمائل والاخلاق

 

 

الاستقامة

تعريف الاستقامة : سلوك الطريق المستقيم

ويشمل فعل الطاعات الظاهرة والباطنة ،وترك المنهيات الظاهرة والباطنة .

وهي وسط بين الغلو والتقصير

قال تعالى (( فاستقيموا إليه وستغفروه ))

وقال صلى الله عليه وسلم (( سددوا وقاربوا ... ))

السداد : الاصابة في جميع الاقوال والاعمال والمقاصد وهو الاستقامة .

((وقاربوا ))

أي إن فاتكم السداد فقاربوا الهدف

  أهميتها :

1-   أنها في حقيقتها تحقيق العبودية التي هي الغاية من خلق الانسان

2-   أن الله تعالى أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بها فقال (( فاستقم كما

أمرت )) وقال تعالى (( فاستقيما ))

3-   أنه لما جاءه سفيان بن عبد الله الثقفي قال له : قل لي في الاسلام قولا

لا أسأل عنه أحدا غيرك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (( قل آمنت بالله

ثم استقم ))

 من أسباب الاستقامة ووسائل الثبات عليها :

1-   إرادة الله لهذا العبد الهداية وتوفيقه للطاعة

قال تعالى (( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه

سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صرط مستقيم ))

2-   الاخلاص لله تعالى

قال تعالى (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ))

3-   الاستغفار والتوبة

قال تعالى (( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ))

قال ابن عاشر رحمه الله

وتوبة من كل ذنب يجترم    -     تجب فورا مطلقا وهي الندم

بشرط الاقلاع ونفي الاصرار – وليتلاف ممكنا ذا استغفار .

4-   محاسبة النفس ،قبل العمل ،وأثناء العمل ،وبعد العمل .

قال الله تعالى (( يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ))

وقال محمد مولود رحمه الله تعالى في المطهرة :

ورابط النفس بست الاولى  - إلزامها أن تهجر المحظولا

منعا وكرها أبدا وتاتي     - صادقة بنوعي الطاعات

ثمت راقبنها فالخائن       - إذا خلا الجو له لا يتقن

ثمت حاسبها وتكليف الجواب – عما أتت وتركت هو الحساب

فإن أتمت فاشكر المهيمنا  - وأوصها بجعل ذاك ديدنا

واطلب قضا ما تركت وجبر ما – لا تت وإن عصت فعاتب لائما

ثمت عاقبن كل جارحه   - بمنع ما تقحمته طالحه

كالبطن بالجوع إذا ما أكلا – محرما وغض طرف أرسلا

وجاهدنها بإلزام  النوا     - فل الكثيرة وهجران الهوى

جهادها الحمل على المكاره – إن شرعت والكف عما تشتهي

والشرط في جهادها السني  - وفاقه لسنة النبي

من ظن أن يصل دون جهد –  فمتن أو ببذل الجهد

فمتعن أو شهي الاكل     - ليس يضره أتى بإزل .

فعليه أن يحفظ رأس ماله بأداء الفرائض

ويبتعد عن الخسران باجتناب المعاصي

وأن يأتي بالربح وهو فعل النوافل

5-   المحافظة على الصلوات الخمس مع الجماعة

وذلك لأن إقامة الصلاة ينتهى بها عن الفحشاء والمنكر

قال الله تعالى (( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ))

إقامة الصلاة أن تمما    - أركانها مع الخشوع ثما

قال محمد مولود في الحضور في الصلاة :

واحضر بها حضور عاقل الجمل – أو البديل حين كيل أوبدل

6-   طلب العلم

قال صلى الله عليه وسلم (( ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله

له به طريقا إلى الجنة ))

7-   اختيار الصحبة الصالحة

قال الله تعالى (( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون

وجهه ))

8-   حفظ الجوارح عن المحرمات

قال تعالى (( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا  ))

وقال صلى الله عليه وسلم (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا

أو ليصمت ))

تجني على الانسان سبع جوارح  - فيا ليت لم تخلق ولا هو يولد

لسان وبطن ثم سمع وناظر       - ورجل وفرج ثم سابعها اليد

9-   معرفة خطوات الشيطان

قال تعالى (( يأيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ... ))

وقال (( ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا

تجد أكثرهم شاكرين ))

مداخل الشيطان هي اثنا عشر  - إلى قلوبنا معاشر البشر

الحرص والحسد ثم الغضب  - البخل حب المال والتعصب

حب التزين وعجلة شبع      - وسوء ظن بالعباد والطمع

تفكر في ذات ذي الجلال    - ذكر ذا الشيخ الرضا الغزالي .

أعداؤنا أربعة بها التوى   - دنيا وشيطان ونفس وهوى

وكلها له سلاح بالرصد   - كما له سجن إذا وافاه صد

سلاح دنيانا لقاء الخلق    - وسجنها اعتزالنا بالحق

والشبع السلاح للشيطان  - وسجنه بالجوع في الاوطان

كما الكلام للهوى سلاح    - وسجنه صمت به الفلاح

والنفس نومنا لها سلاح     - وسجنها بسهر يتاح  .

ومن أسباب الاستقامة أيضا :

-       التأمين على العمر  (( والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ))

-       التأمين السنوي (( ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن  ))

-       التأمين الاسبوعي (( الجمعة إلى الجمعة  ...))

-       التأمين اليومي (( من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله ))

-       أذكار المساء والصباح  ولا سيما قول : لا إله إلا الله وحده لا شيك له

له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ))

  

    من ثمرات الاستقامة

قال الله تعالى (( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة

أن لا تخفوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم تعودون ...))

ومن هذه الآية وغيرها تستنج بعض ثمراتها :

1-   طمأنينة القلب بدوام الصلة بالله عز وجل

2-   أن الاستقامة تعصم صاحبها – بإذن الله – من الوقوع في المعاصي

3-   تنزل الملائكة عليهم عند الموت ،أو عند خروجهم من قبورهم

4-   حب الناس واحترامهم ... ((ثم يوضع له القبول في الارض ))

5-   دخول الجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على

قلب بشر .

دواء قلبك خمس عند قسوته  - فدم عليها تفز بالخير والظفر

خلاء بطن وقرآن تدبره       - كذا تضرع باك ساحة السحر

كذا قيامك جنح اليل أوسطه   - وأن تجالس أهل الخير والخبر .

    أقوال في الاستقامة

سئل صديق الامة وأعظمها استقامة أبو بكر رضي الله عنه عن الاستقامة

فقال :

أن لا تشرك بالله شيئا

يريد الاستقامة على محض التوحيد .

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :

الاستقامة : أن تستقيم على الامر والنهي ،ولا تروغ روغان الثعالب

وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه :

استقاموا : أخلصوا العمل لله

وقال علي بن أبي طالب رضي الله وابن عباس رضي الله عنهما :

استقاموا : أدوا الفرائض

وقال الحسن رحمه الله :

استقاموا على أمر الله فعملوا بطاعته واجتنبوا معصيته

وقال مجاهد رحمه الله :

استقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله حتى لحقوا بالله

وقال سفيان الثوري رحمه الله تعالى :

عملوا على وفاق ما قالوا

وقال الربيع رحمه الله تعالى :

أعرضوا عما سوى الله

وقال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى :

زهدوا في الفانية ورغبوا في الباقية

وقيل استقاموا فعلا كما استقاموا قولا

وقال الامام ابن فورك رحمه الله تعالى :

السين سين الطلب مثل : استسقى أي سالوا  من الله أن يثبتهم على الدين

وكان الحسن إذا قرأ هذه الآية قال : اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة .  

فالاستقامة كلمة جامعة آخذة بمجامع الدين ،وهي القيام بين يدي الله على

حقيقة الصدق والوفاء بالعهد .

والاستقامة تتعلق بالاقوال والافعال والاحوال والنيات

فالاستقامة فيها وقوعها لله وبالله وعلى أمر الله .

قال بعض العارفين :

كن صاحب الاستقامة لا طالب الكرامة

فإن نفسك متحركة في طلب الكرامة ،وربك يطالبك بالاستقامة .

وقال ابن تيمية رحمه الله تعالى :

أعظم الكرامة لزوم الاستقامة .

والسلف يذكرون هذين الاصلين كثيرا :

وهما الاقتصاد في الاعمال ،والاعتصام بالسنة .

فإن الشيطان يشم قلب العبد ويختبره فإن رأى فيه داعية للبدعة ،وإعراضا عن

كمال الانقياد للسنة أخرجه عن الاعتصام بها

وإن رأى فيه حرصا على السنة وشدة طلب لها لم يظفر به من باب اقتطاعه

عنها فأمره بالاجتهاد ،والجور على النفس ،ومجاوزة حد الاقتصاد فيها

قائلا له : إن هذا خير وطاعة ... فلا تفتر مع أهل الفتور وهذا حال الخوارج

الذين يحقر أهل الاستقامة صلاتهم مع صلاتهم وصيامهم مع صيامهم وقراءتهم

مع قراءتهم .

وكلا الامرين خروج عن السنة إلى البدعة

ولكن هذا إلى بدعة التفريط والاضاعة

والآخر إلى بدعة المجاوزة والاسراف .

 

وقال بعض السلف :

ما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزعتان :

إما إلى تفريط ، وإما إلى مجاوزة وهي الافراط

ولا يبالي بأيهما ظفر : زيادة أو نقصان .

وقان النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما

(( يا عبد الله بن عمرو إن لكل عامل شرة ولكل شرة فترة فمن كانت فترته إلى

سنة أفلح ،ومن كانت فترته إلى بدعة خاب وخسر ))

قال له ذلك حين أمره بالاقتصاد في العمل

فكل الخير في اجتهاد باقتصاد ،وإخلاص مقرون بالاتباع      

وقال عثمان رضي الله عنه : ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات

وجهه وفلتات لسانه .

 

وقال سليمان التيمي رحمه الله :

إن الرجل ليصيب الذنب في السر فيصبح وعليه مذلته .

وقال ابن الجوزي رحمه الله :

رأيت أقواما من المنتسبين إلى العلم أهملوا نظر الحق عز وجل إليهم في

الخلوات فمحا محاسن ذكرهم في الجلوات فكانوا موجودين كالمعدومين لا

حلاوة لرؤيتهم ولا قلب يحن إلى لقائهم .

وقال ذو النون المصري رحمه الله :

كان العلماء يتواعظون بثلاث ويكتب بعضهم إلى بعض :

من أحسن سريرته أحسن الله علانيته

ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس

ومن أصلح أمر آخرته أصلح الله أمر دنياه .

 سير أعلام النبلاء 19 /141 

وقال ابن مسعود رضي الله عنه :

أسروا ما شئتم ،من أسر سريرة خير ألبسه الله رداءها ، ومن أسر سريرة

شر ألبسه الله رداءها  .

       آثار مراقبة الله في الخلوة :

1-   أنها علامة كمال الإيمان وبلوغ مرتبة الاحسان

2-   المحافظة على الحسنات التي يكتسبها العبد المسلم

فعن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الذين يأتون بحسنات

أمثال جبال تهامة فيجعلها الله هباء منثورا ومشكلتهم (( ولكنهم أقوام إذا

خلوا بمحارم الله انتهكوها ))

3-   صلاح السريرة أصل كل قبول

4-   أن من راقب الله في خلوته حفظه في حركات جوارحه

قال مسروق رحمه الله تعالى : من راقب الله في خطرات قلبه عصمه الله

في حركات جوارحه .

5-   أن من أطاع الله في خلوته أظهر الله فعله الحسن للناس

قال بعض السلف : ما أسر عبد سريرة إلا أظهرها الله على قسمات وجهه ،أو

فلتات لسانه .

6-   من أعظم الله في الخلوة أجله الله في العلانية

قال ابن عباس رضي الله عنه : إن للحسنة ضياء في الوجه ،ونورا في القلب

وقوة في البدن ،وسعة في الرزق ،ومحبة في قلوب الخلق .

7-   من راقب الله في الخلوة ألقى الله حبه في القلوب لحديث جبريل

(( ثم يوضع له القبول في الأرض )) .

     نظم الشهداء لابن العماد رحمه الله :

من بعد حمد الله والصلاة  - على النبي وآله العلاة

خذ عدة الشهداء سردا نظما – واحفظ هديت للعلوم فهما

محب آل المصطفى ومن نطق – عند إمام جائر بقول حق

وذو اشتغال بالعلوم ثم من      - على وضوء موته نال المنن

ومن يمت فجأة أو حريق      - ومائد بغيه غريق

لديغ أو مسحور أو مسموم  - أو عطش بجرعة ما لوم

أكيل سبع عاشق مجنون   -  والنفسا والهدم والمبطون

ومن بذات الجنب أو ظلما قتل – أو دون مال أو دم أهل نقل

أو دين أو في الحرب أو مات به – مؤذن محتسب لربه

وجالب يبيع سعر يومه         - أو مات بالطاعون بين قومه

كذا الغريب أو بعين أو قرا   - أواخر الحشر بها نال الذرا

ومن يلازم وتره وورده   - عند الضحى والصوم حتم سعده .

قال المختار بن بون رحمه الله :

والحق سعي في المعاش البادي  - حلا وفي حسنة المعاد .

فالدنيا وكل ما فيها ملعونة أي مبعدة عن الله لأنها تشغل عنه إلا العلم

النافع الدال على الله ،وعلى معرفته ،وطلب قربه وضاه وذكر الله وما

والاه مما يقرب إلى الله فهذا هو المقصود من الدنيا .

فالمقصود من الدنيا دوام ذكر الله تعالى .

قال زروق رحمه الله تعالى :

مذهب الفقهاء تقديم سوء الظن للحذر حتى يتحقق الرافع

ومذهب الصوفية تقديم حسن الظن عملا بسلامة الصدر حتى يتحقق

الرافع .

شرح المطهرة ص 83

وقال الشافعي رحمه الله تعالى :

من أراد أن يختم له بخير فليحسن الظن بالناس .

الظن : تهمة تقع في القلب بلا دليل .

قال في المطهرة :

والظن بعض منه لا يباح    - كالسو بمن ظاهره الصلاح

أي عقد قلبك وحكمه عليه  - بذاك من غير دليل يقتضيه

لا إثم في الشك ولا ما استندا – لسبب فلم يكن محرما

فظننا بفاسق نظير ما         - يظهر منه لم يكن محرما .

  دواء طول الأمل

دواؤه دوام ذكر الموت    - والجد والتشمير خوف الفوت

إنما هذه الدنيا متاع    - والغرور الغرور من يصطفيها

ما مضى فات والمؤمل غيب – ولك الساعة التي أنت فيها   

 العلم النافع

قال ابن رجب رحمه الله تعالى :

العلم قسمان :

أحدهما : ما كان ثمرته في قلب الإنسان وهو العلم بالله تعالى وأسمائه وصفاته

وأفعاله المقتضي لخشيته ومهابته وإجلاله والخضوع له ومحبته ورجائه

ودعائه والتوكل عليه ونحو ذلك فهذا هو العلم النافع .

قال الحسن : العلم علمان : علم على اللسان فذاك حجة الله على ابن آدم

كما في الحديث (( القرآن حجة لك أو عليك ))

وعلم في القلب فذاك العلم النافع وهو العلم الباطن الذي يخالط القلوب

ويصلحها .

شرح الأربعين ص 300 – 301

(( سلك طريقا ))

سلوكا حسيا بالمشي إلى مجالس العلم

أو سلوكا معنويا يؤدي إلى حصول العلم مثل حفظه ومدارسته ومذاكرته ومطالعته

وكتابته والتفهم له .

 متى تفيد الأذكار ؟

قال القدامسي : اعلم أن جميع الأذكار لا تفيد صاحبها ،ولا تقبل إلا مع حضور

القلب  إلا تلاوة القرآن والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

فإنهما يقبلان مع عدم حضور القلب .

شرح المطهرة ص 139

 كانت عابدة إذا قامت من اليل تقول :

اللهم إن إبليس عبد من عبيدك ناصيته بيدك يراني من حيث لا أراه ،وأنت تراه

من حيث لا يراك ،اللهم إنك تقدر على أمره كله ،وهو لا يقدر من أمرك على

شيء ،اللهم إن أرادني بشر فأرده ،وإن كادني فكده ،أدرأ بك في نحره ،وأعوذ

بك من شره .

يا سهل إن الأبدان لا تخلق الثياب وإنما تخلقها روائح الذنوب ومطاعم السحت .

أبى الله أن تحيا به إلا قلوب المتقين .

    حد التبذير :

قال الشافعي : التبذير إنفاق المال في غير حقه ،ولا تبذير في عمل الخير

وهذا قول الجمهور . القرطبي 10 /247

ومن أنفق ماله في الشهوات زائدا على قدر الحاجات وعرضه بذلك للنفاد

فهو مبذر ،ومن أنفق ربح ماله في شهواته وحفظ الأصل والرقبة فليس بمبذر .

ويحجر عليه في نفقته الدرهم في الحرام

ولا يحجر عليه إن بذله في الشهوات إلا إذا خيف عليه النفاد .

   القرطبي  10 /248

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله بها

الجنة )) رواه البخاري  

قال ابن تيمية رحمه الله تعالى :

والقلوب فيها وسواس النفس والشيطان يأمر بالشهوات والشبهات ما يفسد عليه

طيب عيشها ،فمن كان لغير الله فهو معذب في الدنيا والآخرة ،فإن نال مراده

عذب به ،وإن لم ينله فهو في العذاب والحسرة والحزن .

وليس للقلوب سرور ولا لذة تامة إلا في محبة الله والتقرب إليه بما يحبه ،

ولا تمكن محبته إلا بالإعراض عن كل محبوب سواه وهذا حقيقة لا إله إلا الله .

والعبد إذا أنعم الله عليه بالتوحيد فشهد أن لا إله إلا الله مخلصا من قلبه حلاه الله

بالأمن والسرور والحبور والرحمة للخلق .

والخوف الذي يحصل في قلوب الناس هو الشرك الذي في قلوبهم

قال تعالى (( سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ))

قال أحمد : لو صححت لم تخف أحدا .

الفتاوى 28 /30

دعاء الخضر :

يا من لا يشغله سمع عن سمع ويا من لا تغلطه المسائل ويا من لا يتبرم من

إلحاح الملحين أذقني برد عفوك وحلاوة مغفرتك .

القرطبي 13/362

فوائد التقليل من الطعام الصحية والإيمانية

ففي الحديث (( فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ))

ولو استعمل الناس هذه الكلمات سلموا من الأمراض لأن أصل كل داء التخم

وقال الحارث : الذي قتل البرية أهل السباع في البرية إدخال الطعام على

الطعام قبل الانهضام .

فهذا بعض منافع تقليل الغذاء وترك التملؤ من الطعام بالنسبة إلى صلاح البدن

وصحته .

وأما منافعه بالنسبة إلى القلب وصلاحه فإن قلة الغذاء يوجب رقة القلب ،وقوة

الفهم، وانكسار النفس ،وضعف الهوى والغضب .

وكثرة الغذاء يوجب ضد ذلك .

قال المروزي : جعل أبو عبد الله يعني الإمام أحمد يعظم من الجوع والفقر

فقلت له يؤجر الرجل في ترك الشهوات فقال وكيف لا يؤجر وابن عمر يقول

ما شبعت منذ ثلاثة أشهر ،قلت لأبي عبد الله يجد الرجل من قلبه رقة وهو شبع

قال ما أرى .

وقال ابن عمر : ما شبعت منذو أسلمت .

وقال محمد بن واسع : من قل طعمه فهم وأفهم وصفا ورق ،وإن كثرة الطعام

ليثقل صاحبه عن كثير مما يريد .

وعن أبي عبيدة الخواص قال : حتفك في شبعك ،وحفظك في جوعك ،إذا أنت

شبعت ثقلت فنمت استمكن منك العدو فجثم عليك ،وإذا أنت تجوعت كنت للعدو

بمرصد .

وعن عمرو بن قيس :إياكم والبطنة فإنها تقسي القلب .

وعن سلمة قال : إن كان الرجل ليعير بالبطنة كما يعير بالذنب يعمله .

وقال مالك بن دينار : ما ينبغي للمؤمن أن يكون بطنه أكبر همه ،وأن تكون

شهوته هي الغالبة .

ولا تسكن الحكمة معدة ملآ ، ومن أحب أن ينور قلبه فليقل طعمه .

إن أردت أن يصح جسمك ويقل نومك فأقلل من الأكل .

وعن ابن السماك : قال خلا رجل بأخيه فقال أي أخي نحن أهون على الله من

أن يجيعنا إنما يجيع أولياءه .

وقال المروزي : قال لي رجل كيف ذاك المتنعم يعني أحمد ؟

قلت له  وكيف هو متنعم ؟

قال أليس يجد خبزا يأكل ،وله امرأة يسكن إليها ويطؤها فذكرت ذلك لأبي

عبد الله فقال صدق وجعل يسترجع فقال : إنا لنشبع .

انظر شرح ابن رجب للأربعين ص 370 - 371

وفي مسند البزار مرفوعا (( شرار أمتي الذين غذوا بالنعم يأكلون ألوان

الطعام ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام ))

وروى أيضا (( كف عنا جشاءك فإن أكثرهم شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم

القيامة ))

شرح الاربعين لابن جب ص 374

قال بشر بن الحارث : ما شبعت منذو خمسين سنة

وقال : ما ينبغي للرجل أن يشبع اليوم من الحلال ؛لأنه إذا شبع من الحلال

دعته نفسه إلى الحرام ،فكيف من هذه الاقذار ؟

وعن إبراهيم بن أدهم : من ضبط بطنه ضبط دينه ،ومن ملك جوعه ملك

الأخلاق الصالحة ،وإن معصية الله بعيدة من الجائع قريبة من الشبعان

والشبع يميت القلب ،ومنه يكون الفرح والمرح والضحك .

وقال ثابت البناني : بلغنا أن إبليس لعنه الله ظهر ليحيى ابن زكريا عليهما السلام

فرأى عليه معاليق من كل شيء فقال له يحيى عليه السلام : يا إبليس ما هذه

المعاليق التي أرى عليك قال هذه الشهوات التي أصيب من بني آدم

قال فهل لي فيها شيء ؟

قال ربما شبعت فثقلناك عن الصلاة وعن الذكر .

قال فهل غير هذا ؟ قال لا .

قال لله علي أن لا أملأ بطني من طعام أبدا

قال فقال إبليس لعنه الله لله علي أن لا أنصح مسلما أبدا .

وقال أبو سليمان الداراني : إن النفس إذا جاعت وعطشت صفا القلب ورق

وإذا شبعت ورويت عمي القلب .

وقال : مفتاح الدنيا الشبع ،ومفتاح الآخرة الجوع .

وقال الحسن بن يحيى الخشني : من أراد أن تغزر دموعه ويرق قلبه فليأكل

وليشرب في نصف بطنه .

وقال الشافعي : ما شبعت منذو ستة عشرة سنة إلا شبعة أطرحها لأن الشبع

يثقل البدن ،ويزيل الفطنة ،ويجلب النوم ،ويضعف صاحبه عن العبادة .

وقال بعضهم : لا تأكلوا كثيرا فتشربوا كثيرا فتناموا كثيرا فتخسروا كثيرا .

قال قتادة رحمه الله تعالى :

يا ابن آدم إن كنت لا تريد أن تأتي الخير إلا عن نشاط فإن نفسك مائلة إلى

السأمة والفترة والملة ،ولكن المؤمن هو المتحامل ،والمؤمن هو المتقوي

والمؤمن هو المتشدد ،وإن المؤمنين هم العجاجون إلى الله اليل والنهار

والله ما يزال المؤمن يقول ربنا ربنا في السر والعلانية حتى استجاب الله

لهم في السر والعلانية .

قال القرطبي رحمه الله تعالى :

فعلى الإنسان أن يستعمل ما في كتاب الله وصحيح السنة من الدعاء ويدع ما

سواه ولا يقول أختار كذا فإن الله تعالى قد اختار لنبيه وأوليائه وعلمهم كيف

يدعون .  

 تفسير القرطبي 6 /355 م

  ملاك الخير

وكف اللسان وضبطه وحبسه هو أصل الخير كله

وقال يحيى بن كثير : ما صلح منطق رجل إلا عرفت ذلك في سائر عمله

ولا فسد منطق رجل قط إلا عرفت ذلك في سائر عمله .     

 ينبغي لطالب العلم إذا تعلم مسألة أن ينوي تعليمها كل من هو أهل لها ،

وكذلك إذا علمها لأحد أن ينوي التوسل إلى تعليم كل من يتعلم ممن علمه هو

فيكون المنوي في الحالتين عددا لا يعد ولا يحصى ،وله بكل واحد من ذلك العدد

حسنة ،فإن وقع منويه كان له عشرة .

لا تشتغل بالعتب يوما للورى   - فيضيع وقتك والزمان قصير

وعلى م تعتبهم وأنت مصدق    - أن الأمور جرى بها المقدور

هم لم يوفوا للإله بحقه          - أتريد توفية وأنت حقير

واشهد حقوقهم عليك وقم بها    - واستوف منك لهم وأنت صبور

فإذا فعلت فأنت أنت بعين من  - هو بالحقائق عالم وبصير

 قال الشاذلي رحمه الله :

من علامة الصديقية كثرة الأعداء وعدم المبالات بهم

وقال مسلم بن قتيبة :

من أعظم المروءة الصبر على أذى الرجال

وقال الفضيل رحمه الله :

بلغنا أن الله تعالى إذا أراد أن يتحف عبده سلط عليه من يظلمه

الله يلقي في القلوب أكثر مما يفعله العبد لطفا به .

كثيرا ما يعترض العوام على القدرة في ارتفاع الاسافل ،وهو من أكبر الخطإ

وغاية الجهل ،وغاب عنهم أنه تعالى ما رفع هؤلاء الأسافل إلا تنبيها لعباده

على حقارة الدنيا ليزهدوا فيها ويقولوا أف لدنيا ارتفع بها هؤلاء الاسافل

وسادوا فيها علينا .

فالمؤمن القوي هو الذي أشرق في قلبه نور اليقين فعلم أن الله سائق إليه

رزقه ادخر أو لم يدخر ،وإن ادخر فإنه معول على الله تعالى ،لا على ما ادخر

ولم يستند إلى الأسباب سواء كان فيها أو لم يكن ،والمؤمن الضعيف هو الراكن

إلى الأسباب وإن تركها تطلع إليها وتشوق ،وإن ادخر فإنه معول على ما ادخر .

وفي الحديث (( لا تتهم الله في شيء قضاه عليك ))

وقال عمر : ما أنعم الله على عبد من نعمة فانتزعها منه فعاضه مما انتزع

منه صبرا إلا كان الذي عاضه خيرا مما انتزع منه .

وقال عمر بن عبد العزيز : من لم يعد كلامه من عمله كثرت خطاياه ،ومن عمل

بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح .

من خصال المنافق : يحب الحمد ويبغض الذم .

قال ابن منبه : إنا نجد في الكتب أن الله يقول :

يا ابن آدم إنك ما عبدتني ورجوتني فإني غافر لك على ما كان ،وحق علي أن

لا أضل عبدي وهو حريص على الهدى وأنا الحكم .

وقال وهب : ما الخلق في قبضة الله إلا كخردلة هاهنا من أحدكم .

   الرضا

  قال ابن القيم رحمه الله ي الرضا:

 ولذلك كان الرضا باب الله الأعظم ،وجنة الدنيا ،ومستراح العارفين ،وحياة

المحبين ،ونعيم العابدين ،وقرة عيون المشتاقين .

قيل ليحيى بن معاذ متى يبلغ العبد إلى مقام الرضا ؟

فقال إذا أقام نفسه على أربعة أصول فيما يعامل به  ربه فيقول :

إن أعطيتني قبلت ،وإن منعتني رضيت ،وإن تركتني عبدت ،وإن دعوتني

أجبت .

  مدارج السالكين 1/174

وليس من شرط الرضا أن لا يحس بالألم والمكاره بل أن لا  يعترض على

الحكم ولا يتسخطه .ص 175 منه .

 

قال الحسن بن علي رضي الله عنهما :

من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن غير ما اختار الله له .

والرضا : قيل هو سكون القلب تحت مجاري الأحكام

وقيل : استقبال الأحكام بالفرح  ص 177

فطريق المحبة والرضا تسير العبد وهو مستلق على فراشه فيصبح أمام الركب

بمراحل .

وثمرة الرضا الفرح والسرور بالرب تبارك وتعالى . 

  المدارج 1/176

أن يعلم أن رضاه عن ربه في جميع الحالات يثمر رضى ربه عنه

فإذا رضي عنه بالقليل من الرزق رضي ربه عنه بالقليل من العمل

وإذا رضي عنه في جميع الحالات واستوت عنده وجده أسرع شيء إلى رضاه

إذا ترضاه وتملقه .

أن الرضا يثمر الشكر الذي هو من أعلى مقامات الإيمان ،بل هو حقيقة الإيمان .

أن كل قدر يكرهه العبد ولا يلائمه لا يخلو :

إما أن يكون عقوبة على الذنب فهو دواء لمرض لولا تدارك الحكيم إياه بالدواء

لترامى به المرض إلى الهلاك

أو يكون سببا لنعمة لا تنال إلا بذلك المكروه

فالمكروه ينقطع ويتلاشى ،وما يترتب عليه من النعمة دائم لا ينقطع

فإذا شهد العبد هذين الأمرين انفتح له باب الرضا عن ربه في كل ما يقضيه

له ويقدره

أن الرضا من أعمال القلوب نظير الجهاد من أعمال الجوارح ،فإن كل واحد منهما

ذروة سنام الإيمان .

قال أبو الدرداء رضي الله عنه :

ذروة سنام الإيمان الصبر للحكم والرضى بالقدر

وقال : إن الله إذا قضا قضاء أحب أن يرضى به .

وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله أن يوصيه وصية جامعة موجزة

فقال (( لا تتهم الله في قضائه ))

إن أعمال الجوارح تضاعف إلى حد معلوم ،وأما أعمال القلوب فلا ينتهي

تضعيفها .

قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى :

أصبحت وما لي سرور إلا في مواقع القضاء والقدر

فمن وصل إلى هذه الدرجة كان عيشه كله في نعيم وسرور .

((فلنحيينه حياة طيبة ))

قال بعض السلف : الحياة الطيبة هي الرضا والقناعة .

أعمال القلوب روح أعمال الجوارح ،واليقين روح أعمال القلوب .

قال صلى الله عليه وسلم (( إن لكل شيء حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى

يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ))

رواه البيهقي في شعب الإيمان  رقم (199 )

كتب عمر بن عبد العزيز إلى عمر بن أرطأة :

أما بعد فإن الدنيا عدوة أولياء الله ،فأما أولياؤه فغمتهم وأما أعداؤه فغرتهم .

   حديث

(( من استسلم لقضائي وصبر على بلائي وشكر نعمائي كتبته صديقا وبعثته

يوم القيامة مع الصديقين ،ومن لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلائي ولم

يشكر نعمائي فليخرج من أرضي وسمائي وليطلب ربا سواي ))

كيف يكون التفاعل مع القرآن ؟

فالعزم حق الأمر والنهي ،والرجاء حق الوعد ،والخوف حق الوعيد ،والاتعاظ

حق الموعظة ،والاعتبار حق أخبار الأنبياء ، والشكر حق ذكر الله المنة

والإحسان .

قال الشاطبي في الاعتصام ص 863

من اجتهد ولم يبلغ درجة الاجتهاد فهو مخطئ آثم أصاب أم لم يصب .

قال لقمان لابنه :

يا بني خلق الانسان على ثلاثة أثلاث :

ثلث لله وثلث لنفسه ،وثلث للدود والتراب :

فالذي لله روحه ،والذي لنفسه عمله ،والذي للدود والتراب جسده

يا بني فالعاجز الخاسر من ينصب ويسعى للدود والتراب .

من كان حين تمس الشمس جبهته – أو الغبار يخاف الشين والشعثا

ويألف الظل كي تبقى بشاشته     - فسوف يسكن يوما راغما جدثا

في قعر مظلمة غبراء موحشة     - يطيل تحت الثرى في جوفها اللبثا .

  شروط لا إله إلا الله

العلم واليقين والقبول      -       والانقياد فادر ما أقول

والصدق والإخلاص والمحبه -  وفقك الله لما أحبه

قال مالك رحمه الله : يقال ما زهد عبد واتقى  إلا أنطقه الله بالحكمة .

قال ابن العربي رحمه الله تعالى :

إن سنة الله جرت أنه إذا أعطى الله نبيا شيئا أعطى أمته منه وأشركهم معه فيه

ومن أمثلة ذلك :

1-   الصلاة من الله تعالى قال تعلى (( هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور ))

2-   الإعطاء إلى الارضاء ،قال تعالى (( ليدخلنهم مدخلا يرضونه ))

3-   شرح الصدر ، قال تعالى (( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ))

4-   الاختصاص بالمحبة ،قال تعالى (( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ))

5-   جعل أمته شهداء ،قال تعالى (( لتكونوا شهداء على الناس ))

6-   رفع الذكر ،قول موسى : اللهم اجعلني من أمة أحمد .

7-   أن معاداتهم معاداة لله ((  من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب ))

8-   التسليم من الله قال تعالى (( وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم ))

9-   التثبيت عند التقلب البشري ،قال تعالى (( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت   في الحياة الدنيا وفي الآخرة))

10-                  تيسير القرآن قال تعالى (( ولقد يسرنا القرآن للذكر ))

11-                  جعل السلام عليهم مشروعا في الصلاة لحديث (( السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ))

12-                  الخطاب الوارد مورد الشفقة والحنان ،قال تعالى (( طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى )) وقال للأمة (( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر))

13-                  العصمة من الضلال  لحديث (( لا تجتمع أمتي على ضلال ))

14-                  الوصف بالحمد ،وسميت أمته الحمادون

15-                  أنه أكرم الأولين والآخرين وقد جاء في الأمة قوله تعالى (( كنتم خير أمة أخرجت للناس ))

الموافقات  2/249 – 258    

والدعاء عبادة لا يزاد فيها ولا ينقص

وخوارق العادات مزلة قدم للعوام ولكثير من الخواص

 الموافقات 2/263

التشريع الذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم عام لا خاص وأصله لا ينخرم

ولا ينكسر له اطراد ،ولا يحاشي من الدخول تحته مكلف ،وما روي أن أبا بكر

رضي الله عنه أنفذ وصية رجل بعد موته برؤيا رئيت فهي قضية عين لا تقدح

في القواعد الكلية لاحتمالها فلعل الورثة رضوا بذلك

فالاعتبارات الغيبية مهملة بحسب الاوامر والنواهي الشرعية ،ومن هنا لم يعبأ

الناس من الأولياء وغيرهم بكل كشف أو خطاب خالف المشروع بل عدوا أنه

من الشيطان .           الموافقات 2/272

إذا اطلع على ما في قلبه يعامله بحسبه مما هو جائز

الموافقات 2/273

والكرامة كما أنها خصوصية ،كذلك هي فتنة واختبار لينظر كيف تعملون .

مخالفة الخوارق للشريعة دليل على بطلانها في نفسها وذلك أنها قد تكون في

ظواهرها كالكرامات وليست كذلك بل أعمالا من أعمال الشيطان

كما حكى عياض عن الفقيه أبي ميسرة المالكي أنه كان ليلة بمحرابه يصلي

ويدعو ويتضرع وقد وجد رقة فإذا المحراب قد انشق وخرج منه نور عظيم

ثم بدا له وجه كالقمر وقال له : تملأ من وجهي يا أبا ميسرة فأنا ربك الأعلى )

فبصق عليه وقال له : اذهب يا لعين عليك لعنة الله .

وكما يحكى عن عبد القادر الكيلاني أنه عطش عطشا شديدا فإذا سحابة قد

أقبلت وأمطرت عليه شبه الرذاذ حتى شرب ،ثم نودي من سحابة :

( يا فلان أنا ربك وقد أحللت لك المحرمات )

فقال له : اذهب يا لعين فاضمحلت السحابة .

وقيل له بم عرفت أنه إبليس ؟

قال بقوله : قد أحللت لك المحرمات .

هذا وأشباهه لو لم يكن الشرع حكما فيها لما عرف أنها شيطانية

  الموافقات  2/276

  ضوابط في المصالح والمفاسد

المصالح المجتلبة شرعا والمفاسد المستدفعة إنما تعتبر من حيث تقام الحياة

الدنيا للحياة الأخرى ،لا من حيث أهواء النفوس في جلب مصالحها العادية

أو درء مفاسدها العادية .

والدليل عليه :

1-   أن الشريعة إنما جاءت لتخرج المكلفين من دواعي أهوائهم حتى يكونوا

عبادا لله

2-   أن المنافع الحاصلة للمكلف مشوبة بالمضار عادة ،كما أن المضار محفوفة ببعض المنافع ،فإذا عارض إحياء النفوس إماتة الدين كان إحياء الدين أولى وإن أدى إلى إمامتها كما جاء في جهاد الكفار ،وقتل المرتد .

3-   أن المنافع والمضار عامتها أن تكون إضافية لا حقيقية .

الشرع جاء بما يقيم أمر الدنيا وأمر الآخرة معا ،وإن كان قصده بإقامة الدنيا

للآخرة .

فالعادة تحيل استقلال العقول في الدنيا بإدراك مصالحها ومفاسدها على

التفصيل  . الموافقات  2/48

الكلية في الاستقرائيات صحيحة وإن تخلف عن مقتضاها بعض الجزئيات .

  الموافقات  2/53  

 الوقت قاض بجواز إعطا     - آل النبي من الزكاة قسطا

حسنتان لا يضر معهما       - كثرة سيئات عبد وهما

صفح عن العباد والرضى بما – قضى العلي للشاذلي ذاك انتمى

فاجهد أخي وجاهدن وجاهدا   - عسى بفضل الله أن تشاهدا

واستنجدن مولاك في جميع ما – ترومه فلن يزال منعما

فما به تطلبه تيسرا               - وما بنفسك فقد تعسرا

وأصل داء القلب حب العاجله  - فانبذه واحتفل بأمر الآجله

ولا يكن همك في الطعام        - والفرج تلك شيمة الطغام

   فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج حر المصيبة وحزنها

قال تعالى (( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه

راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ))

وفي المسند عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (( ما من أحد تصيبه مصيبة

فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها

إلا أجاره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها ))

وهذه الكلمة من أبلغ علاج المصاب وأنفعه له في عاجله وآجله فإنها تتضمن

أصلين عظيمين إذا تحقق العبد بمعرفتهما تسلى عن مصيبته :

1-   أحدهما أن العبد وأهله وماله ملك لله عز وجل حقيقة وقد جعله عند العبد

عارية فإذا أخذ منه فهو كالمعير يأخذ متاعه من المستعير

وأيضا فإنه محفوف بعدمين :عدم قبله وعدم بعده ،وملك العد له ...معاره

في زمن يسير

وأيضا فإنه ليس الذي أوجده من عدمه حتى يكون ملكه حقيقة ،ولا هو الذي

يحفظه من الآفات بعد وجوده ،ولا يبقي عليه وجوده ،فليس له فيه تأثير ولا

ملك حقيقي .

وأيضا فإنه متصرف فيه بالأمر تصرف العبد المأمور المنهي لا تصرف

الملاك ،ولهذا لا يباح له من التصرفات فيه إلا ما وافق أمر مالكه الحقيقي

2-   الثاني أن مصير العبد ومرجعه إلا الله مولاه الحق

ولا بد أن يخلف الدنيا وراء ظهره ويجيء ربه فردا كما خلقه أول مرة بلا أهل

ولا مال ولا عشيرة ولكن بالحسنات والسيئات

فإذا كانت هذه بداية العبد وما خوله ونهايته فكيف يفرح بموجود أو يأسى على

مفقود ،ففكره في مبدئه ومعاده من أعظم علاج هذا الداء .

ومن علاجه أن يعلم علم اليقين أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن

ليصيبه قال تعالى (( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في

كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا

بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور ))

ومن علاجه أن ينظر إلى ما أصيب به فيجد ربه قد أبقى عليه مثله أو أفضل

منه وادخر له إن صبر ورضي ما هو أعظم من فوات  تلك المصيبة بأضعاف

مضاعفة وأنه لو شاء لجعلها أعظم مما هي

ومن علاجه أن يطفئ نار مصيبته ببرد التأسي بأهل المصائب ...

ولو فتش العالم لم ير فيهم إلا مبتلى إما بفوت محبوب أو حصول مكروه

وأن سرور الدنيا أحلام نوم أو كظل زائل إن أضحكت قليلا أبكت كثيرا

وإن سرت يوما ساءت دهرا ،وإن متعت قليلا منعت طويلا ،وما ملأت دارا

حبرة إلا ملأتها عبرة .

قال ابن مسعود رضي الله عنه : لكل فرحة ترحة وما ملئ بيت فرحا إلا ملئ

ترحا .

وقال ابن سيرين : ما كان ضحك قط إلا كان من بعده بكاء ..

ومن علاجها أن يعلم أن الجزع لا يردها بل يضاعفها وهو في الحقيقة من تزايد

المرض

ومن علاجها أن يعلم أن فوت ثواب الصبر والتسليم هو الصلاة والرحمة والهداية

التي ضمنها الله على الصبر والاسترجاع أعظم من المصيبة في الحقيقة

ومن علاجها أن يعلم أن الجزع يشمت عدوه ويسوء صديقه ويغضب ربه ويسر

شيطانه ويحبط أجره ويضعف نفسه

وإذا صبر واحتسب أقصى شيطانه ورده خاسئا ،وأرضى ربه وسر صديقه وساء

عدوه وحمل عن إخوانه وعزاهم هو قبل أن يعزوه فهذا هو الثبات الأعظم لا

لطم الخدود وشق الجيوب والدعاء بالويل والثبور والسخط على المقدور

ومن علاجها أن يعلم أنما يعقبه الصبر والاحتساب من اللذة والمسرة أضعاف ما كان يحصل له ببقاء ما أصيب به لو بقي عليه ويكفيه من ذلك بيت الحمد الذي بني

له في الجنة على حمده لربه واسترجاعه فلينظر أي المصيبتين أعظم :

مصيبة العاجلة أو مصيبة فوات بيت الحمد في جنة الخلد

وفي الترمذي مرفوعا (( يود ناس يوم القيامة أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض

في الدنيا لما يرون من ثواب أهل البلاء ))

وقال بعض السلف لولا مصائب الدنيا لوردنا القيامة مفاليس

ومن علاجها أن يروح قلبه بروح رجاء الخلف من الله فإنه من كل شيء عوض

إلا الله فما منه عوض كما قيل :

من كل شيء إذا ضيعته عوض  - وما من الله إذا ضيعته عوض

ومن علاجها أن يعلم أن حظه من المصيبة ما تحدثه له ،فمن رضي فله الرضا

،ومن سخط فله السخط فحظك منها ما أحدثته لك فاختر خير الحظوظ أو شرها

فإن أحدثت له سخطا وكفرا كتب في ديوان الهالكين

وإن أحدثت له جزعا وتفريطا في ترك واجب أو فعل محرم كتب في ديوان

المفرطين

وإن أحدثت له شكاية وعدم صبر كتب في ديوان المغبونين

وإن أحدثت له اعتراضا على الله وقدحا في حكمته فقد قرع باب الزندقة أو ولجه

وإن أحدثت له صبرا وثباتا لله كتب في ديوان الصابرين

وإن أحدثت له الرضا عن الله كتب في ديوان الراضين

وإن أحدثت له الحمد والشكر كتب في ديوان الشاكرين ،وكان تحت لواء الحمد

مع الحمادين

وإن أحدثت له محبة واشتياقا إلى لقاء ربه كتب في ديوان المحبين المخلصين

وفي مسند الإمام أحمد والترمذي من حديث محمود بن لبيد عن النبي صلى الله

عليه وسلم أنه قال (( إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط

فله السخط ))

وزاد أحمد (( ومن جزع فله الجزع  ))

ومن علاجها : أن يعلم أنه وإن بلغ في الجزع غايته فآخر أمره إلى صبر

الاضطرار وهو غير محمود ولا مثاب

قال بعض الحكماء : العاقل يفعل في أول يوم من المصيبة ما يفعله الجاهل بعد

أيام ،ومن لم يصبر صبر الكرام سلا سلو البهائم .

وفي الصحيح مرفوعا ((الصبر عند الصدمة الأولى ))

وقال الأشعث بن قيس : إنك إن صبرت إيمانا واحتسابا وإلا سلوت سلو البهائم

ومن علاجها : أن يعلم أن أنفع الأدوية له موافقة ربه وإلهه فيما أحبه ورضيه له

وإن خاصية المحبة وسرها موافقة المحبوب ،فمن ادعى محبة محبوب ثم سخط

ما يحبه وأحب ما يسخطه فقد شهد على نفسه بكذبه وتمقت إلى محبوبه .

وقال أبو الدرداء : إن الله إذا قضى قضاء أحب أن يرضى به

وكان عمران بن حصين يقول في علته : أحبه إلي أحبه إليه

وكذلك قال أبو العالية

وهذا دواء وعلاج لا يعمل إلا مع المحبين ،ولا يمكن كل أحد أن يتعالج به .

ومن علاجها أن يوازن بين أعظم اللذتين والتمتعين وأدومهما :

لذة تمتعه بما أصيب به ،ولذة تمتعه بثواب الله له فإن ظهر له الرجحان فآثر الراجح

فليحمد الله على توفيقه ،وإن آثر المرجوح من كل وجه فليعلم أن مصيبته في عقله

 وقلبه ودينه أعظم من مصيبته التي أصيب بها في دنياه .

ومن علاجها : أن يعلم أن الذي ابتلاه بها أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين ،وأنه

سبحانه لم يرسل إليه البلاء ليهلكه به ولا ليعذبه به ،ولا ليجتاحه ،وإنما افتقده به

ليمتحن صبره ورضاه عنه وإيمانه ،وليسمع تضرعه وابتهاله ،وليراه طريحا

ببابه لائذا بجنابه مكسور القلب بين يديه ،رافعا قصص الشكوى إليه .

قال الشيخ عبد القادر : يا بني إن المصيبة ما جاءت لتهلكك ،وإنما جاءت لتمتحن

صبرك وإيمانك ،يا بني القدر سبع والسبع لا يأكل الميتة .

والمقصود أن المصيبة كير العبد الذي يسبك به حاصله :

فإما أن يخرج ذهبا أحمر ،وإما أن يخرج خبثا كله كما قيل :

سبكناه ونحسبه لجينا  - فأبدى الكير عن خبث الحديد

فإن لم ينفعه هذا الكير في الدنيا فبين يديه الكير الأعظم

فإذا علم العبد أن إدخاله كير الدنيا ومسبكها خير له من ذلك الكير والمسبك ،وأنه

لا بد من أحد الكيرين فليعلم قدر نعمة الله عليه في الكير العاجل .

ومن علاجها أن يعلم أنه لولا محن الدنيا ومصائبها لأصاب العبد من أدواء الكبر

والعجب والفرعنة وقسوة القلب ما هو سبب هلاكه عاجلا وآجلا ،فمن رحمة

أرحم الراحمين أن يتفقده في الأحيان بأنواع من أدوية المصائب تكون حمية له

من هذه الأدواء وحفظا لصحة عبوديته واستفراغا للمواد الفاسدة الرديئة المهلكة

منه ،فسبحان من يرحم ببلائه ويبتلي بنعمائه كما قيل :

قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت  - ويبتلي الله بعض القوم بالنعم

فلولا أنه سبحانه يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء لطغوا وبغوا وعتوا

والله سبحانه إذا أراد بعبد خيرا سقاه دواء من الابتلاء والامتحان على قدر حاله

يستفرغ به من الأدواء المهلكة ،حتى إذا هذبه ونقاه وصفاه أهله لأشرف مراتب

الدنيا وهي عبوديته ،وأرفع ثواب الآخرة وهو رؤيته وقربه .

ومن علاجها أن يعلم أن مرارة الدنيا هي بعينها حلاوة الآخرة يقلبها الله سبحانه

كذلك ،وحلاوة الدنيا بعينها مرارة الآخرة ،ولأن ينتقل من مرارة منقطعة إلى

حلاوة دائمة خير له من عكس ذلك ،فإن خفي عليك هذا فانظر إلى قول الصادق

المصدوق (( حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات ))

وفي هذا المقام تفاوتت عقول الخلائق وظهرت حقائق الرجال فأكثرهم آثر الحلاوة

المنقطعة على الحلاوة الدائمة التي لا تزول ولم يحتمل مرارة ساعة بحلاوة الأبد

ولا ذل ساعة لعز الأبد ،ولا محنة ساعة لعافية الأبد ،فإن الحاضر عنده شهادة

والمنتظر غيب ، والإيمان ضعيف ،وسلطان الشهوة حاكم فتولد من ذلك إيثار

العاجلة .

    وقفات في الدعوة

1-   الإخلاص في الدعوة قال تعالى (( قل ما أسألكم عليه من أجر ))

2-   تحديد الهدف وهو إقامة الدين ،قال تعلى (( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ))

3-   التحلي بصفات المجاهدين فهو على ثغر من الثغور يسده من رد الشبهات والشهوات

خطر الإعراض عن الفقه والسنن

قال القرطبي رحمه الله تعالى :

( ومن هذا النمط من أعرض عن الفقه والسنن ،وما كان عليه السلف من السنن

فيقول : وقع في خاطري كذا ،أو أخبرني قلبي بكذا ،فيحكمون بما يقع في قلوبهم

ويغلب عليهم من خواطرهم ،ويزعمون أن ذلك لصفائها عن الأكدار وخلوها عن

الأغيار ،فتتجلى لهم العلوم الإلهية والحقائق الربانية ،فيقفون على أسرار الكائنات

،ويعلمون أحكام الجزئيات ،فيستغنون بها عن أحكام الشرائع الكليات ،ويقولون :

هذه الأحكام الشرعية العامة إنما يحكم بها على الأغبياء والعامة ،وأما الأولياء

وأهل الخصوص فلا يحتاجون لتلك النصوص .

وقد جاء فيما ينقلون : استفت قلبك وإن أفتاك المفتون ،ويستدلون على هذا بالخضر

وأنه استغنى بما تجلى له من تلك العلوم ،عما كان عند موسى من تلك الفهوم .

وهذا القول زندقة وكفر يقتل قائله ولا يستتاب ،ولا يحتاج معه إلى سؤال ولا

جواب ؛فإنه يلزم منه هد الأحكام ،وإثبات أنبياء بعد نبينا صلى الله عليه وسلم .

تفسير القرطبي 8/458- 459

قال سفيان بن عيينة رحمه الله :

إن العالم لا يماري ولا يداري ينشر حكمة الله تعالى فإن قبلت حمد الله وإن ردت حمد الله .

وقال علي رضي الله عنه :

عليكم بالنمط الأوسط فإليه ينزل العالى ،وإليه يرتفع النازل .

القرطبي 2/154

قال تعالى (( ولكم ما كسبتم ))

قال القرطبي :

( وفي هذا دليل على أن العبد يضاف إليه أعمال وأكساب ،وإن كان الله تعالى

أقدره على ذلك إن كان خيرا فبفضله ،وإن كان شرا فبعدله وهذا مذهب أهل السنة

والآي في القرآن بهذا المعنى كثيرة ،فالعبد مكتسب لأفعاله على معنى أنه خلقت له

قدرة مقارنة للفعل يدرك بها الفرق بين حركة الاختيار وحركة الرعشة مثلا

وذلك التمكن هو مناط التكليف .

وقالت الجبرية : بنفي اكتساب العبد وأنه كالنبات الذي تصرفه الرياح .

وقالت القدرية والمعتزلة خلاف هذين القولين وأن العبد يخلق أفعاله .

تفسير القرطبي 2/139

مناط تكليف العباد مكنة   - من فعله وضد ذاك رعشة

والإخلاص حقيقته : تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين .القرطبي 2/146

اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب ، وما زويت عني مما أحب

فاجعله فراغا لي فيما تحب .

وقال كعب الأحبار : والذي نفسي بيده لأن أبكي من خشية الله حتى تسيل دموعي على وجهي أحب إلي من أن أتصدق بجبل ذهبا .

وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنه : لأن أدمع دمعة من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار .

وكان مالك بن أنس رحمه الله قد أدام النظر في المصحف قبل موته بسنتين ،وكان كثير القراءة طويل البكاء .

قال القرطبي : وما لم يشرعه الله قربة ولا ندب إليه لا يصير قربة بأن يتقرب له متقرب . القرطبي2/340

وأما الخوارج على أئمة العدل فيجب قتالهم حتى يرجعوا إلى الحق

القرطبي 2/350

قوة المؤمن في قلبه وضعفه في جسمه ،وقوة المنافق في جسمه وضعفه في قلبه .

قال الكميت

طربت وما شوقا إلى البيض أطرب – ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب

أراد : أو ذو الشيب يلعب ؟

يا قابض الروح من نفس إذا احتضرت - و غافر الذنب زحزحني عن النار

يا قابض الروح عن جسم عصى زمنا  - وغافر الذنب زحزحني عن النار

قال الحجاج عند موته :

رب إن العباد قد أيأسوني   - ورجائي لك الغداة عظيم

قال القرطبي رحمه الله :

وعداوة العبد لله هي معصيته واجتناب طاعته ،ومعاداة أوليائه

وعداوة الله للعبد تعذيبه وإظهار أثر العداوة عليه .

تفسير القرطبي 2/36

أمور إصلاحية ذكرها القرطبي في تفسيره

قال تعالى (( ومما رزقناهم ينفقون ))

قال القرطبي : أي مما علمناهم يعلمون . 1/179

الأحكام تثبت بالشرع لا بالعقل  10/231

امتناع خلو واقعة عن حكم الله تعالى 5/147

الاختلاف في الفروع لا ينافي الحب والائتلاف  4/159

من كان عالما ولا يعمل بعلمه ولا ينصح للناس يذهبه الله ويأتي بغيره 5/409

وجوب تبليغ العلم الحق 2/185

جواب السائل عن الدين فرض  20/101

إذا نهى السلطان الجائر العالم أن يفتي  5/259

حرمة الامتناع عن تعليم ما وجب على الانسان تعليمه  1/334- 335 

نصيحة العالم لولي أمر المسلمين 1/337- 339

حضه على الاتباع وذم الابتداع 

بركة العبادة إذا اتبعت فيها السنة  17/287

الاعتصام بالكتاب والسنة والتحذير من التغيير في الدين 1/415

النهي عن الابتداع 7/140

بركة اتباع السنة  18/160 – و11/231

التشنيع على من غير السنة  17/286- 287

عدم تقديم قول أو فعل على رسول الله صلى الله عليه وسلم  16/300 و 302

حكم التمالؤ على ترك السنن الظاهرة والصحيح قتال أهله 1/350

التمسك بسد الذرائع وحمايتها  2/57  و3/252 و359 – 360

الحكم بسد الذرائع 7/61

والفضل يحصل للجماعة في أي مكان صلت مسجد أو غيره 1/351  

التعاون على البر والندب إليه 6/46 – 47

وجوه التعاون على البر 6/47

قال الحسن لمطرف بن عبد الله : عظ أصحابك فقال إني أخاف أن أقول ما لا أفعل

قال يرحمك الله وأينا يفعل ما يقول ؟

يود الشيطان أنه قد ظفر بهذا فلم يأمر أحد بمعروف ولم ينه عن منكر .

وقال مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن سمعت سعيد بن جبير يقول :

لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتى لا يكون فيه شيء ما أمر أحد بمعروف ولا نهى عن منكر .

قال مالك :وصدق من ذا الذي ليس فيه شيء .

القرطبي 1/367- 368    

وقال القرطبي : قيل كل بلدة يكون فيها أربعة فأهلها معصومون من البلاء :

1-   إمام عادل لا يظلم

2-   وعالم على سبيل الهدى

3-   ومشايخ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ،ويحرصون على طلب العلم والقرآن 

4-   ونساؤهم مستورات لا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى .



                                               وصلى الله على نبيه الكريم 

                            

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العبر في غزوة أحد

    بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم العبر في غزوة أحد لقد وصف القرآن الكريم غزوة أحد وصفا دقيقا، وكان التصوير الق...