الأحد، 19 مايو 2024

الصلاة والخشوع فيها

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على نبيه الكريم

الصلاة والخشوع فيها

الصلاة : هي الوسيلة العظمى في تزكية النفس ،وهي في الوقت نفسه علم وميزان على تزكية النفس فهي وسيلة، وغاية بآن واحد ،فهي تعميق لمعاني العبودية ،والتوحيد ،والشكر ،وهي ذكر وقيام ،وركوع وسجود وقعود ...

وإقامتها قطع لدابر الكبر والتمرد على الله ،واعتراف لله بالربوبية والتدبير ،فإقامتها على كمالها وتمامها قطع لدابر العجب والغرور ،بل قطع لدابر المنكر كله ،والفحشاء كلها  ((إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ))

وإنما تكون الصلاة كذلك إذا أقيمت بأركانها وسننها وتحقق صاحبها بأدب الظاهر والباطن .

أخرج الطبراني بسند حسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((أول علم يرفع من الأرض الشوع ))

أهمية الخشوع

إن فقدان الخشوع علامة على فقدان القلب حياته ،وحيويته ،فالموعظة فيه لا تؤثر ،والأهواء فيه غلابة ،وتصور بعد ذلك كيف يكون الحال ؟

عندما تتغلب الأهواء ،ولا ينفع وعظ ولا تذكير فعندئذ تتغلب الشهوات ،ويقوم سوق التنافس على الجاه ،والغلبة والسيطرة ،والمال ،والشهوات ،وهذه إذا سيطرت لا يصلح معها دنيا أو دين .

والخشوع علم بنص الحديث النبوي ،وهذا العلم قل العارفون به .

صفات علماء الآخرة

قال تعالى ((إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد بنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ))

ترتيب مهم

إن علم الخشوع مرتبط بعلم تصفية القلوب من أمراضها ،وتحققها بصحتها ،وذلك باب واسع ،ولذلك فعلماء الآخرة يبدؤون بتلقين السالك إلى الله الذكر والحكمة حتى يحيى قلبه ، فإذا حيي قلبه نقوه من الأوصاف الذميمة ،ودلوه على الأوصاف الحميدة .

وههنا يأتي تعويد قلبه على الخشوع من خلال الحضور مع الله ،والتأمل في المعاني ،فإذا نضم لذلك الاجتماع بالصالحين الخاشعين فذلك يعين على الوصول إلى الخشوع .

والخشوع في الصلاة هو ميزان خشوع القلب ،فبقدر ما تخشع في صلاتك فذلك علامة الخشوع في قلبك .    

 

 

المعاني الباطنة التي تتم بها حياة الصلاة

وهي :حضور القلب ،والتفهم ،والتعظيم والهيبة ،والرجاء والحياء :

1-         الحضور : ونعني به أن يفرغ القلب عن غير ما هو ملابس له ،ومتكلم به ،فيكون العلم بالفعل مقرونا به .

2-         والتفهم لمعنى الكلام أمر وراء حضور القلب ،فربما يكون القلب حاضرا مع اللفظ ،ولا يكون حاضرا مع معنى اللفظ ،فاشتمال القلب على العلم بمعنى اللفظ هو الذي أردناه بالتفهم .

3-         وأما التعظيم فهو أمر وراء حضور القلب والفهم ؛إذ الرجل يخاطب عبده بكلام هو حاضر القلب فيه ومتفهم لمعناه ولا يكون معظما له فالتعظيم زائد عليهما .

4-         وأما الهيبة فزائدة على التعظيم ،بل هي عبارة عن خوف منشؤه التعظيم ؛لأن من لا يخاف لا يسمى هائبا ،والمخافة من العقرب ونحوها لا تسمى مهابة ،والهيبة خوف مصدره الإجلال .

5-         وأما الرجاء :فلا شك أنه زائد على التعظيم ،فكم من معظم ملكا من الملوك يهابه ،أو يخاف سطوته ،ولكن لا يرجو مثوبته ،والعبد ينبغي أن يكون راجيا بصلاته ثواب الله عز وجل ،كما أنه خائف بتقصيره عقاب الله عز وجل .

6-         وأما الحياء : فهو زائد على الجملة ؛لأن مستنده استشعار تقصير ،وتوهم ذنب ،ويتصور التعظيم والخوف والرجاء من غير حياء ،حيث لا يكون توهم تقصير وارتكاب ذنب . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العبر في غزوة أحد

    بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم العبر في غزوة أحد لقد وصف القرآن الكريم غزوة أحد وصفا دقيقا، وكان التصوير الق...