الجمعة، 30 مارس 2012

الإصلاح بين الناس

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على النبي الكريم
الإصلاح بين الناس
وقد ورد في أهمية الإصلاح بين الناس نصوص كثيرة
من ذلك قوله تعالى ((لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ))
قال القرطبي رحمه الله ((أو إصلاح بين الناس )) عام في الدماء والأموال ،والأعراض ،وفي كل شيء يقع التداعي والاختلاف فيه بين المسلمين ،وفي كل كلام يراد به وجه الله تعالى .
وفي الخبر (كلام ابن آدم كله عليه لا له إلا ما كان من أمر
بمعروف ،أو نهي عن منكر ، أو ذكر لله تعالى )
فأما من طلب الرياء والترؤس فلا ينال الثواب .
وكتب عمر إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه :رد الخصوم حتى يصطلحوا فإن فصل القضاء يورث بينهم الضغائن .
وعن أس بن مالك رضي الله عنه أنه قال :من أصلح بين اثنين أعطاه الله بكل كلمة عتق رقبة .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي أيوب :ألا أدلك على صدقة يحبها الله ورسوله ؟ تصلح بين أناس إذا تفاسدوا وتقرب بينهم إذا تباعدوا )
وقال الأوزاعي :ما خطوة أحب إلى الله عز وجل من خطوة في إصلاح ذات البين ،ومن أصلح بين اثنين كتب الله له براءة من النار .
وقال محمد بن المنكدر :تنازع رجلان في ناحية المسجد فملت إليهما فلم أزل بهما حتى اصطلحا فقال أبو هريرة وهو يراني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من أصلح بين اثنين استوجب ثواب شهيد )
تفسير القرطبي 5/264
وقال تعالى (( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ))
قال ابن كثير في تفسيرها أي اتقوا الله في أموركم ،وأصلحوا فيما بينكم ولا تظالموا ولا تخاصموا ، ولا تشاجروا ،فما آتاكم الله من الهدى والعلم خير مما تختصمون بسببه .
وعن أنس رضي الله عنه قال بينا رسول صلى الله عليه وسلم جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه فقال عمر ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي ؟ قال رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة تبارك وتعالى فقال أحدهما يارب خذ لي مظلمتي من أخي فقال الله تعالى أعط أخاك مظلمته قال يارب لم يبق من حسناتي شيء .قال يارب فليحمل عني من أوزاري )) قال ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء ثم قال ( إن ذلك ليوم عظيم يوم يحتاج الناس إلى من يتحمل عنهم من أوزارهم فقال الله تعالى للطالب ارفع بصرك وانظر في الجنان فرفع رأسه فقال يارب أرى مدائن من فضة ،وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ ،لأي نبي هذا ؟ لأي صديق هذا ؟ لأي شهيد هذا ؟ قال هذا لمن أعطى ثمنه .قال رب ومن يملك ثمنه ؟ قال أنت تملكه قال بما يارب ؟ قال تعفو عن أخيك .قال يارب فإني قد عفوت عنه .قال الله تعالى :خذ بيد أخيك فادخلا الجنة ) ثم قال رسول صلى الله عليه وسلم (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإن الله تعالى يصلح بين المؤمنين يوم القيامة )
تفسير ابن كثير 2/378
وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((ألا أنبئكم بدرجة أفضل من الصلاة والصيام والصدقة ؟قالوا بلى قال :صلاح ذات البين ،وفساد ذات البين هي الحالقة ))
وأخرج عن ابن عباس في ((اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ))قال هذا تحريج من الله على المؤمنين أن يتقوا الله وأن يصلحوا ذات بينهم .
ص 142
وروى البزار عن أبي أيوب مرفوعا ((ألا أدلك على تجارة قال بلى يا رسول الله قال تسعى في إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا وتقارب بينهم إذا تباعدوا ))
ثم قال البزار وعبد الرحمن بن عبد الله العمري لين .
انظر تفسير ابن كثير 1/725
وروى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم ))
قال ابن حجر وفي هذا الحديث فضل الإصلاح بين الناس ،وجمع كلمة القبيلة ،وحسم مادة القطيعة ،وتوجه الإمام بنفسه إلى بعض رعيته لذلك ،وتقديم مثل ذلك على مصلحة الإمام بنفسه .
الفتح 2/219

وصلى الله على نبيه الكريم 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق