الثلاثاء، 13 مارس 2012

( بلال بـــــــــــن ربــــــــاح رضي الله عنه )

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريـــــــــم
( بلال بـــــــــــن ربــــــــاح رضي الله عنه )
هو بلال بن رباح الحبشي المؤذن وهو بلال بن حمامة وهي أمه اشتراه أبو بكر الصديق من المشركين لما كانوا يعذبونه على التوحيد فأعتقه فلزم النبي صلى الله عليه وسلم وأذّن له ، و شهد معه جميع المشاهد ، وآخى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح .
ثم خرج بلال بعد النبي صلى الله عليه وسلم مجاهداً إلى أن مات بالشام .
- قال أبو نعيم كان تِرب أبي بكر .
وكان خازن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال عمار: " كلٌ قد قال ما أرادوا يعني المشركين غير بلال " .
وكان أمية بن خلف يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة ، ثم يأمر بالصخرة العظيمة على صدره ثم يقول: لا يزال على ذلك حتى يموت أو يكفر بمحمد ، فيقول وهو في ذلك : " أحدٌ ، أحدٌ " فمر به أبو بكر فاشتراه منه بعبد له أسود جَلْد .
قال البخاري: " مات بالشام في زمن عمر"
وقال عمرو بن علي مات سنة عشرين . ([1])
وعن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بلال سابق الحبشة " .
* عذابـــــــــــُـــــــــــــــــه *
وكان بلال إذا اشتدوا عليه في العذاب قال: " أحد ، أحد " ، فيقولون له قلْ كما نقول ، فيقول: " إن لساني لا يحسنه " ، ويمر به ورقة بن نوفل وهو يعذب فيقول: والله لئن قتلتموه لأتخذنّه حناناً يعني أجعَل قبره مزاراً يَؤمّه الصالحون .
* أول من أظْهر الإسلام *
وقال مجاهد: " أول من أظهر الإسلام سبعة ( رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر ، وبلال بن رباح ، وخباب ، وصهيب ، وعمار ، وسمية أمَّ عمار ) ، قال : فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه عمه ، وأما أبو بكر فمنعه قومه ، وأخذ الآخرون فألبسوهم أدراع الحديد ، ثم صهروهم في الشمس حتى بلغ الجهد منهم كل مبلغ فأعطوهم ما سألوا ، فجاء كل رجل منهم قومه بأنطاع الأُدْم فيها الماء فألقوهم فيه وحملوا بجوانبه إلاّ بلالاً ، فلما كان العشي جاء أبو جهل فجعل يشتم سمية ويرفث ، ثم
طعنها فقتلها فهي أول شهيد استشهد في الإسلام ، إلا بلالاً فإنه هانت عليه نفسه في الله حتى ملوه فجعلوا في عنقه حبلاً ثم أمروا صبيانهم أن يشتدوا به بين أخشبي مكة فجعل بلال يقول: " أحدٌ ، أحدٌ " ، وأخذوه مرة فمطُّوا وألقوا عليه من البطحاء وجلد بقرة فجعلوا يقولون: ربك اللات والعزى ، ويقول: " أحدٌ ، أحدٌ " ، قال فأتى عليه أبو بكر فقال: علام تعذبون هذا الإنسان ؟ ، قال فاشتراه بسبع أواق فأعتقه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: " الشركة يا أبا بكر فقال: قد أعتقته يا رسول الله .
وكان عمر يقول: " أبو بكر سيّدُنا وأعتق سيّدَنا ، يعني بلالاً " ([2]).
وعن مجاهد في قوله تعالى{ وقالوا ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار اتخذناهم سخرياً أم زاغت عنهم الأبصار } .
قال: يقول أبو جهل أين بلال أين فلان أين فلان كنا نعدهم في الدنيا من الأشرار فلا نراهم في النار ، أم هم في مكان لا نراهم فيه ، أم هم في النار لا نرى مكانهم .
* بعض من أخباره *
خطب بلال وأخوه إلى أهل بيت من اليمن ، فقال: أنا بلال وهذا أخي: عبدان من الحبشة كنا ضاليْن فهدانا الله وكنا عبدين فأعتقنا الله ، إن تنكحونا فالحمد لله وإن تمنوعنا فالله أكبر .
وعن عمرو بن ميمون قال حدثني أبي أن أخاً لبلال كان ينتمي إلى العرب ويزعم أنه منهم ، فخطب امرأة من العرب فقالوا: إنْ حضر بلال زوجناك ، قال فحضر بلال فتشهد وقال: أنا بلال بن رباح وهذا أخي وهو امرؤ سوء في الخلق والدين ، فإن شئتم أن تزوجوه وإن شئتم أن تدعوا فدعوا فقالوا: من تكون أخاه نزوجه فزوجوه .
وقال الذهبي فيه: " هو بلال مؤذّن رسول الله صلى الله عليه وسلم من السابقين الأولين الذين عذبوا في الله شهد بدراً وشهد له النبي صلى الله عليه وسلم على التعيين بالجنة ، يقال : أنه حبشي ، وقيل من مولّدي الحجاز .
* فضله *
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال عند صلاة الصبح " حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني قد سمعت الليلة
خشفة([3]) نعليك بين يدي في الجنة ، قال ما عملت عملاً أرجى من أني لم أتطهر طهوراً تاماً في ساعة من ليل ولا نهار إلا صليت لربي ما كتب لي أن أصلي " ([4]).
وروى الترمذي مرفوعاً: " اشتاقت الجنة إلى ثلاثة علي وعمّار وبلال" .
وأخرج أحمد والترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بلال فقال: " بم سبقتني إلى الجنة ؟ ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي إني دخلت الجنة البارحة فسمعت خشخشتك أمامي وأتيت إلى قصر من ذهب فقلت: لمن هذا قالوا: لعمر ، فقال: بلال ما أذّنت قط إلا صليت ركعتين ، وما أصابني حدث إلا توضأت ، ورأيت أن لله عليّ ركعتين أركعهما فقال "بها" .
وأخرج أبو نعيم مرفوعاً: " السُّباق أربعة أنا سابق العرب ، وسلمان سابق الفرس ، وبلال سابق الحبشة ، وصهيب سابق الروم "إسناده ضعيف .
*وهو أوّل من أذَّن*
وفي صحيح مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة نفر فقال المشركون: اطرد هؤلاء عنك فلا يجترئون علينا وكنت أنا وابن مسعود
وبلال ورجل من هذيل وآخران، فأنزل الله { ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} ([5]).
* قصته في المدينة المنورة *
قالت عائشة رضي الله عنها : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وُعِك أبو بكر وبلال – فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:
كلُّ امرئ مصبَّح في أهله...... والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقيرته ويقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة......... بوادٍ وحولي إذخر وجليل
وهل أرِدَنْ يوماً مياه مجَنــّــــة.........وهل يبدونْ لي شامتٌ وطَفيل
اللهم ألعن عتبة وشيبة وأمية بن خلف كما أخرجونا من أرضنا إلى الأرض الوباء " ([6])
وأخرج أبو نعيم مرفوعاً: " نعم المرء بلال سيد المؤذنين يوم القيامة ، والمؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة" ([7]).
وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالاً وقت الفتح فأذّن فوق الكعبة .
صفته *
كان رجلاً آدم شديد الأدمة نحيفاً طُوالاً أجنأ ( أحدب الظهر) له شعر كثير وخفيف العارضين به شمَطٌ كثير وكان لا يغير.
وفاته *
لما احتضر بلال قال: غداً نلقى الأحبة محمداً وحزبه .
قال تقول امرأته واويلاه فقال: وافرحاه .
توفي سنــــة عشرين من الهجرة النبوية في دمشق رضي الله عنه
* خروجه إلى الشام *
وعن سعيد بن المسيب أن أبا بكر لما قعد على المنبر يوم الجمعة قال له بلال: أعتقتني لله أو لنفسك قال لله قال فائذن لي في الغزوفذهب إلى الشام فمات بها ثمَّ ([8]).

** وصلى على نبيه الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين **

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق