الجمعة، 30 مارس 2012

"مناهج الدعوة "

(( بسم الله الرحمن الرحيم ))
"وصلى الله على نبيه الكريم "
"مناهج الدعوة "
1- العاطفي:وهو المرتكز على القلب
2- العقلي: وهو المرتكز على العقل
3- الحسي: وهو المرتكز على الحس أو التجربة.
أولاً: المنهج العاطفي ([1])
تعريفه: النظام الدعوي الذي يرتكز على القلب ويحرك الشعور والوجدان.


أبرز أساليبه:- 

أ‌- أسلوب الموعظة الحسنة وأشكاله كثيرة منها: -
1- الخطابة
2- التذكير بنعمة الله على عبده المستوجبة شكره.
3- مدح الداعي للمدعو أو ذمة وذلك بذكر خصائصه ومزاياه أو بذكر معايبه وأخطائه.
4- الترغيب والترهيب وذكر الثواب والعقاب .
5- الوعد بالنصر والتمكين
6- قص القصص العاطفية المؤثرة ، قال تعالى " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة "
ب‌- إظهار الرأفة والرحمة بالمدعوين مثل "يا قوم....إني أحبك....فبما رحمة من الله لنت لهم....
ج- قضاء الحاجات .
" مواطن استعماله "
1- دعوة الجاهل
2- من تجهل حاله
3- أصحاب العقول الضعيفة كالنساء والأطفال
"من مزايا هذا المنهج وخصائصه"
1- لطف أسلوبه
2- سرعة تأثر المدعوين به
3- تخفيف وطأة العدو
4- سعة دائرة استعماله لأن الطابع العاطفي في الناس أغلب من غيره.




ثانياً: المنهج العقلي :-
تعريفه:- النظام الدعوي الذي يرتكز على العقل ويدعو إلى التفكر والتدبر .
" أبرز أساليبه "
1- المحاكمات العقلية والأقيسية بجميع أشكالها ، قياس الأولى ، والقياس المساوي ، وقياس الخلف "العكس" والقياس الضمني.
· فمن أمثلة ذلك:-
قوله تعالى { ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدءوكم أول مرة أتخشونهم فالله أحق أن تخشوهم إن كنتم مؤمنين}
وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الأمر بحفظ العورة لما قال له الصحابي : يا نبي الله إذا كلن أحدنا خالياً ؟ قال: فالله أحق أن يستحيي منه الناس "([2]).
· ومن أمثلة القياس المساوي
قوله صلى الله عليه وسلم للشباب الذي استأذن بالزنا: أتحبه لأمك ؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك ، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم "([3]).
· ومن أمثلة قياس الخَلْف:-
قوله صلى الله عليه وسلم " وفي بضع أحدكم صدقة قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال أرأيتم لو وضعها في الحرام أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر"([4])
· ومن أمثلة القياس الضمني:-
قوله صلى الله عليه وسلم في الصائم " إذا نسي فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه"([5]).
فقاس ضمنا الصائم الذي أكل وشرب ناسياً ، على الصائم الذي لم يأكل ولم يشرب([6]).
2- الجدل والمناظرة والحوار:-







" أهمية أسلوب الجدل "
تظهر أهمية أسلوب الجدل في الدعوة إلى الله تعالى من عدة أمور منها: -
1- الجدل أمر فطري جبل عليه الإنسان ، يصدر من الصالح والطالح ، والكبير والصغير قال تعالى { وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً }.
وقال عن المؤمنين معاتباً "يجادلونك في الحق بعدما تبين ..." ، والأمور الفطرية لا بد للداعية من ملاحظتها ومراعاتها في دعوته .
2- أمر الله باستخدامه فقال "وجادلهم بالتي هي أحسن" ، " ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ".
3- استخدام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام للجدل في دعوتهم ، قال تعالى { قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا ...} .
4- اهتمام الدعاة به من زمن الصحابة رضوان الله عليهم إلى يومنا هذا ، وما نقل عن بعض من ذم الجدل فهو محمول على الجدال المذوم أو الجدال في القرآن الكريم وآياته البينات.
** من خصائص أسلوب الجدال **
1- اعتماده على العلم والمعرفة فلا يصح الجدال بغير علم فقد أنكر القرآن على الذين يجادلون بغير علم ، فقال تعالى { يا أهل الكتاب لم تحآجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة...فلم تحآجون فيما ليس لكم به علم} .
2- إقامة الحجة على الخصم وإفحامه...ألم تر إلى الذي حآج إبراهيم....
قال ابن تيمية – رحمه الله – ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم ولإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين درء تعارض العقل والنقل.([7]).
3- ضرب الأمثال بأنواعها صريحة كانت أو كامنة أو أمثالا سائرة ومن أمثلة الصريحة قوله تعالى { مثلهم كمثل استوقد ناراً } ، وقوله صلى الله عليه وسلم : " مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة......"([8]).
ومن الأمثال الكامنة :
قوله صلى الله عليه وسلم : " من فارق الجماعة شبراً فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه...."([9]).
ومن الأمثال السائرة:
قوله صلى الله عليه وسلم : " من خاف أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ، ألا إن سلعة الله الجنة "
4- القصص التي يغلب عليها الجانب العقلي وتساق من أجل الاعتبار بها ، قال تعالى { لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب } ، وقوله تعالى { فاقصص القصص لعلهم يتفكرون }.
ومن هذا الأسلوب ما قصه القرآن الكريم علينا من قصص الأولين.








مواطن استعمالات المنهج العقلي
يستعمل في مواطن متعددة منها:-
1- في موطن إنكار المدعوين للأمور الظاهرة والبدهيات العقلية مثل " أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون " ، "لو كان فيهما آله إلا الله لفسدتا ".
2- مع المعتدين بعقولهم وأفكارهم من المدعوين.
3- مع المنصفين من الناس.
4- مع المتأثرين بالشبهات.
خصائصه ومزاياه
1-اعتماده على الاستنتاجات العقلية ، والقواعد المنطقية ، والفطرية "البعرة تدل على البعير"
2-عمق تأثيره في المدعوين ورسوخ الفكرة التي يوصل إليها عن طريقه.
3-إفحام الخصم المعاند.
4-ضيق دائرته بالنسبة لدائرة المنهج العاطفي.
لذا على الداعية أن يحسن اختيار المنهج المناسب للموقف المناسب.










ثالثاُ: المنهج الحسي أو التجريبي
تعريفه: ( مجموعة الأساليب الدعوية التي ترتكز على الحواس.
^^ أبرز أساليبه ^^
1-لفت الحس إلى للتعريف على المحسوسات للوصول عن طريقها إلى القناعات: كما في قوله تعالى { وفي الأرض آيات للموقنين.....}، { سنريهم آياتنا في الأفاق...}
2-أسلوب التعليم التطبيقي "صلوا كما رأيتموني أصلي " ، " خذوا عني مناسككم.."
3-القدوة العملية في تعليم الأخلاق والسلوك ، كما جعل الله رسوله صلى الله عليه وسلم قدوة عملية للمؤمنين... ، { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة....} ، { فبما رحمة من الله لنت لهم ....}، ومن هنا جاء وصف خُلق رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه القرآن.
4-تغيير المنكر باليد "فليغير بيده "([10])
5-تأييد الرسل بالمعجزات الحسية
6-أسلوب التمثيل المسرحي ونحوه
مواطن استخدامه:-
1-في تعليم الأمور التطبيقية كالصلاة
2-في دعوة المتخصصين في العلوم التطبيقية
3-في دعوة المتجاهلين للسنن الكونية والمنكرين للبدهيات ([11]).
من خصائص هذا المنهج:-
1- سرعة تأثيره.
2- عمق تأثيره ، ليس الخبر كالعيان
3- سعة دائرته
4- يحتاج في استخدامه في كثير من المواطن إلى خبرة واختصاص.









( مراجع )
الآداب في أدب البحث والمناظرة "للشيخ محمد محيى الدين عبد الحميد"
أصول الحوار ، وقواعد في أصول الحوار ورد الشبهات
"د.عبد الله الرحيلي ".
استخراج الجدل في القرآن الكريم "لابن الحنبلي"([12])
مناهج الجدل في القرآن الكريم "لزاهر عواض الألمعي"









وصلى الله على نبيه الكريم


[1])) رياض الصالحين
[2])) رواه الترمذي
[3])) رواه أحمد
[4])) رواه مسلم
[5])) متفق عليه
[6])) راجع البحث : تطبيقات الرسول صلى الله عليه وسلم للمنهج العقلي في الدعوة " لمحمد عبد الله العثمان "
[7])) درء تعارض العقل والنقل 1/357.
[8])) رواه البخاري
[9])) رواه أبو داود
[10])) رواه مسلم
[11])) انظر " المنهج العلمي وأثره في الدعوة إلى الله " لفكري السيد
[12])) الفقيه والمتفقه 2/52

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق